بسم الله الرحمن الرحيم: الحمد لله رب العالمين , وصلى الله وسلم على نبينا محمد الأمين, وعلى آله الطيبين الطاهرين , وصحبه البررة الأكرمين, أما بعد: فهذه سلسلة مباركة سميتها: فاكهة المجالس وتحفة المؤانس , أعرض فيها ما انتقيته واخترته لكم من فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أديية , اقتطفتها من بطون الكتب والتواريخ والطبقات والتراجم ,وسأعلق على بعضها بما فتح الله تعالى علي من زيادة تعريفات , وتوضيح مبهمات , وتفسير مجملات , وذكر طبعات الكتب المصنفات, لتكمل الفائدة والاستفادة, وستكون تعليقاتي باللون الأزرق, مفتتحة بقولي: قلت , والله تعالى المسؤول أن يحلها في قلوبكم وأنظاركم محل القبول والرضى , وأن يعينني على إكمالها وإتمامها , وأن يبارك فيها وينميها , وينفع بها كثيرا من عباده المؤمنين, آمين / كتبه أبو يعلى البيضاوي المغربي غفر الله ولوالديه

السبت، 26 يناير 2013

199- نَاطِحُ صَخرة



[ قال الصاحب بن عباد ] : ليس في الإعجاب بالنفس نِهاية، وكان بعض الناس يقول: أُجَارِي البُحتري وأُبَارِيه؛ وأُنَاقِضُه وأُسَاوِيه، فأملى الأستاذ الرئيس في ذلك قوله:

البحتري يروم غاية شعره ... من لا يقيم لنفسه مصراعاً
أَنَّى يرُوم مَنَالَه من لو بغى ... تقويم قافية له ما اسطاعا
جَذَبَ العَلاَءُ بضبعه فأحله ... بين المجرد والسماك رباعا
وغدوت ملتزم الحضيض فكلما ... رفع الورى باعاً هبطت ذراعا

المصدر : [ الكشف عن مساوي شعر المتنبي ص 42]


قلت - رحم الله والدي-:
توضيح وبيان: "الصاحب بن عباد": هو إسماعيل بن عباد بن العباس، أبو القاسم الطالقاني، الوزير الأديب البليغ المتوفى 385 هـ, و"الأستاذ الرئيس" هو الوزير الأديب الكاتب أبو الفضل محمد بن الحسين المعروف بابن العميد, المتوفى سنة 360 هـ, قال "الثعالبي": بدئت الكتابة بعبد الحميد وختمت بابن العميد, وفيهما ألف "أبو حيان التوحيدي" كتابه المشهور: "مثالب الوزيرين"

تتميم: ثم وجدت الحكاية بلفظ آخر في "أخلاق الوزيرين" [ ص 384] قال: وكان "أبو الفضل" يُطري "البُحتريّ" ويُعجب من غزله وتشبيبه، ويستسهل في الجملة طريقته، ورجل حاضرٌ يُخالفه في ذلك، فقال أبو الفضل:

البُحتريُّ يَرومُ غايةَ شِعرِهِ ... من لا يُقيم لنفسِهِ مِصْراعاً
أَنَّى يَرومُ مَنَالَه ولو ابتغَى ... تَقْويم قَافيةٍ له ما اسْطاعا
جَذَب العَلاءُ بضَبْعِهِ فأَحلَّه ... بينَ المَجَرَّةِ والسِّماك رِبَاعا
وغَدَوْتَ ملتزِمَ الحضيض فكلَّما ... فَرَعَ العُلا باعاً هَبَطتَ ذِراعاً

قال: فخزي الرجل وسكت.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق