[ قال ابن رجب رحمه الله ]: نقلت من خط الإمام أبي العباس ابن تيمية رحمه الله، قال: رأيت بخط الحافظ سراج الدين بن شجانة الحراني، سمعت أبا الفتح نصر الله بن أبي بكر بن عمر الفراء الحراني، يقول:
رأيت الحافظ "عبد القادر" رحمه الله بعد موته بأيام قليلة، وهو جالس في مسجد الشيخ، وفي يده مجلد، وهو يُسْمِعُ، فقمت إليه، فقلت: يا شيخ عبد القادر، ما قَدِمْتَ؟ , قال: بلى, وتحسب أني أُبْطِلُ السماع, فلا أزال أُسْمِعُ إلى يوم القيامة, رحمه الله تعالى.
المصدر : [ ذيل طبقات الحنابلة 3 / 181 ]
قلت - رحم الله والدي-:
هل جزاء الإحسان إلا الإحسان, الإمام المحدث أبو محمد عبد القادر بن عبد الله الرهاوي، الحنبلي رحمه الله من كبار الحفاظ الرحالين الجوابين للبلدان في طلب حديث سيد المرسلين, فلا عجب لحسن قصده, وإفناء عمره في السماع والتحديث أن يثيبه وينعم عليه ربه تعالى بنعمة التحديث في الأخرى كما أنعم عليه في الدنيا
من مشهور تصانيف هذا الحافظ الكبير: كتاب: " الأربعون البلدانية المتباينة الأسانيد"، قال الحافظ ابن رجب: لم يُسْبَق إلى ذلك, ولا يَطْمَعُ أحد في لَحَاقِه، لخَرَابِ البلدان، وانقطاع الرواية عن أكثر تلك البلاد, قال الحافظ الذهبي: له أوهام نبهت على مواضع منها، في "الأربعين" له، وتكرر عليه في تباين الأسانيد أربع مواضع, وقد حدث بالكثير ببلاد شتى.اهـ ترجمته في السير [22/ 71]
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق