بسم الله الرحمن الرحيم: الحمد لله رب العالمين , وصلى الله وسلم على نبينا محمد الأمين, وعلى آله الطيبين الطاهرين , وصحبه البررة الأكرمين, أما بعد: فهذه سلسلة مباركة سميتها: فاكهة المجالس وتحفة المؤانس , أعرض فيها ما انتقيته واخترته لكم من فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أديية , اقتطفتها من بطون الكتب والتواريخ والطبقات والتراجم ,وسأعلق على بعضها بما فتح الله تعالى علي من زيادة تعريفات , وتوضيح مبهمات , وتفسير مجملات , وذكر طبعات الكتب المصنفات, لتكمل الفائدة والاستفادة, وستكون تعليقاتي باللون الأزرق, مفتتحة بقولي: قلت , والله تعالى المسؤول أن يحلها في قلوبكم وأنظاركم محل القبول والرضى , وأن يعينني على إكمالها وإتمامها , وأن يبارك فيها وينميها , وينفع بها كثيرا من عباده المؤمنين, آمين / كتبه أبو يعلى البيضاوي المغربي غفر الله ولوالديه

الخميس، 10 يناير 2013

171- اللغات في سامراء


" سر من رأى " فيها ست لغات, حكاها " الجوهري " في كتاب "الصحاح" في فصل: [ رأى ]، وهن: 
" سُرَّ مَنْ رَأَى " : بضم السين المهملة وفتحها 
و" سر من راء " : بضم السين وفتحها وتقديم الألف على الهمزة في اللغتين 
و" ساء من رأى " 
و" سامرا " 
واستعمله " البحتري " ممدوداً في قوله:

ونصبته علماً بسامراء ... 

ولا أعلم هل هي لغة شائعة, أو استعمله كذلك ضرورة, و" سر من رأى ": مدينة بالعراق، بناها المعتصم في سنة عشرين ومائتين, وفيها " السرداب " الذي ينتظر الإمامية خروج الإمام منه

المصدر : [ وفيات الأعيان 1 / 41]

قلت - رحم الله والدي-:
السرداب وما أدراك ما السرداب, فتنة الرافضة, قال شيخ الإسلام "ابن تيمية" في جامع الرسائل [1 / 263]: يزعمون أنه دخل سرداب سامراء سنة ستين ومائتين, وهو طفل له سنتان أو ثلاث وأكثر ما قيل خمس, ويزعمون مع ذلك أنه إمام معصوم يعلم كل شيء من أمر الدين, ويجب الإيمان به على كل أحد, ولا يصح إيمان أحد إلا بالإيمان به, ومع هذا فله اليوم أكثر من أربعمئة وأربعين سنة, لم يعرف له عين ولا أثر, ولا سمع له أحد بما يعتمد عليه من الخبر, اهـ , وقال تلميذه "الشمس ابن القيم" في "المنار المنيفّ" [ص152]: لقد أحسن من قال:

ما آن للسرداب أن يلد الذي ... كلمتموه بجهلكم ما آنا
فعلى عقولكم العفاء فإنكم ... ثلثتم العنقاء والغيلانا

ولقد أصبح هؤلاء عارا على بني آدم, وضُحْكَة يَسخَرَ منها كل عاقل.اهـ
وقال الأستاذ "محب الدين الخطيب" في حواشيه على "مختصر التحفة الإثناعشرية": صاحب الزمان, وقد يسمونه: "صاحب الدار", هو الصبي الذي زعموا أنه إمامهم الثاني عشر, ودخل السرداب صبيا في مدينة "سر من رأى", ومنذ أكثر من ألف سنة يدعون بأن يعجل الله فرجه, ويرمزون لهذا الدعاء بهذين الحرفين [ع .. ج], أو [عج]، منتظرين خروجه من السرداب وبيده السيف, فيذبح البشر جميعا, وفي مقدمتهم المسلمين أهل السنة والجماعة [ الوهابية عندهم خاصة], ويمحقهم محقا, وليس في الشيعة شاعر إلا له قصيدة في صاحب الزمان ساكن السرداب, والدعاء بأن يعجل الله فرجه, وحتى "البهاء العاملي" صاحب "الكشكول" و"خلاصة الحساب" له قصيدة يغني فيها على ألحان هذه الموسيقى, ولهم في بلدة "قم" رئيس يزعمون أنه "آية الله", وهو يمثل خدمة "صاحب الزمان", ويجمع الصدقات باسمه [ أي ثم يصرفها لنفسه, فافهم], لا لأن الإمام يحتاج إلى ما في أيدى الناس بل لأن الناس يحتاجون أن تقبل صدقاتهم منه!, وقد أراد مندوب "جريدة الأخبار المصرية" أن يجتمع به, فسافر إليه ولقي في ذلك أعظم المشقات، ومع ذلك لم يتوصل إلى رؤية صاحب هذا المقام الرفيع, لأن خادم صاحب السرداب يجب أن يكون هو الآخر في سرداب!.اهـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق