[ قال الأصمعي ]: اجتمع عدةٌ من الشعراء، منهم: حميد بن ثور، ومزاحم بن مصرف العقيلي، والعجير السلولي, فقالوا: ائتوا بنا منزل "يزيد بن الطثرية" نتهكم به، فأتوه فلم يكن في منزله، فخرجت صبيةٌ له تدرج, فقالت: ما أردتم؟ , قالوا: أباك، قالت: وما تريدون منه؟ , قالوا: أردنا أن نتهكمه, فنظرت في وجوههم ثم قالت:
تجمعتم من كل أفقٍ وجانبٍ ... على واحدٍ لا زلتم قرن واحد
قالوا: فغُلِبْنَا والله.
المصدر : [ منتقى من أخبار الأصمعي للربعي ص: 15 ]
قلت - رحم الله والدي-:
القصة ذكرها العلامة ابن قتيبة الدينوري في كتابه "الشعر والشعراء" [2 / 603], ونسبها لابنة عدىّ بن الرّقاع العاملي, قال: كانت له بنت تقول الشعر، وأتاه ناسٌ من الشعراءِ ليماتنوه، وكان غائبا عن منزله، فسمعت بنته، وهى صغيرةٌ لم تُدرِك، ذروا من وعيدهم، فخرجت إليهم وهى تقول:
تجمّعتم من كلّ أَوْبٍ وبلدةٍ ... على واحد، لا زِلْتُم قَرْنَ واحدِ!!
فانصرفوا عنه, ولم يهاجوه
توضيح وبيان: يزيد بن الطثرية: يزيد بن سلمة بن سمرة، يكنى: أبا الكشوح، ابن الطثرية،ت 126 هـ , شاعر أموي من بني قشير بن كعب، له شرف وقدر في قومه، جمع علي بن عبد الله الطوسي ما تفرق من شعره في "ديوان", قتلته بنو حنيفة "يوم الفَلَج" من نواحي اليمامة/ ترجمته فى طبقات الجمحى 150، والأغانى 7/ 104, ووفيات ابن خلكان 2/ 395
عدي بن الرقاع العاملي: يكنى: أبا داود, من عاملة حَيٌّ من قُضاعة, سكن دمشق، شاعر كبير كان معاصراً لجرير، مهاجياً له، مقدماً عند بني أمية، مدّاحاً لهم, ت 95 هـ / وترجمته في طبقات الحمحي 558, والشعر والشعراء 600 , والأغانى 9/ 307
ليماتنوه: ليعارضوه في الشعر, يقال: ماتن فلان فلانا: إذا عارضه في جدل أو خصومة, قاله العلامة أحمد شاكر رحمه الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق