بسم الله الرحمن الرحيم: الحمد لله رب العالمين , وصلى الله وسلم على نبينا محمد الأمين, وعلى آله الطيبين الطاهرين , وصحبه البررة الأكرمين, أما بعد: فهذه سلسلة مباركة سميتها: فاكهة المجالس وتحفة المؤانس , أعرض فيها ما انتقيته واخترته لكم من فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أديية , اقتطفتها من بطون الكتب والتواريخ والطبقات والتراجم ,وسأعلق على بعضها بما فتح الله تعالى علي من زيادة تعريفات , وتوضيح مبهمات , وتفسير مجملات , وذكر طبعات الكتب المصنفات, لتكمل الفائدة والاستفادة, وستكون تعليقاتي باللون الأزرق, مفتتحة بقولي: قلت , والله تعالى المسؤول أن يحلها في قلوبكم وأنظاركم محل القبول والرضى , وأن يعينني على إكمالها وإتمامها , وأن يبارك فيها وينميها , وينفع بها كثيرا من عباده المؤمنين, آمين / كتبه أبو يعلى البيضاوي المغربي غفر الله ولوالديه

السبت، 15 ديسمبر 2012

138- مصرع ظالم


[ قال ابن العديم رحمه الله ]: نقلت من كتاب «الربيع» تأليف غرس النعمة أبي الحسن محمد بن هلال ابن المحسن بن ابراهيم بن هلال المعروف بابن الصابئ، وأنبأنا به أبو الحسن بن أبي عبد الله بن المقير, عن أبي الفتح محمد بن عبد الباقي بن البطي, قال: أنبأنا أبو عبد الله الحميدي, قال: أخبرنا غرس النعمة أبو الحسن، قال: وحدثني الوزير فخر الدولة أبو نصر, قال: حدثني نصر الدولة أبو نصر بن مروان صاحب آمد وميافارقين وتلك الثغور، وكان ناظرا له إلى حين وفاته، قال: 
كان بعض مُتقدمي الأكراد معي على الطبق, فأخذت حجلة مشوية مما كان بين يدي, فأعطيته إياها، فأخذها وضحك, فقلت: مم تضحك؟ , فقال: خير, فظننت أنه قد عاب علي ذلك, فألححت عليه, ودافع عن الجواب حتى رفعت يدي, وقلت: لا آكل شيئا حتى تعرفني سبب ضحكك, ما هو ؟، فقال: شيء ذكرتنيه الحجلة, وذاك أنني كنت أيام الشباب والجهالة قد أخذت بعض التجار في طريق وما كان معه من المتاع, وقربته الى لحف جبل، فأردت قتله خوفا على نفسي منه, وأن يعرفني من بعدُ ويطالبني, ويُعَرِّضَني للقبيح وتعترضني، فقال: يا هذا قد أخذت مالي, وأفقرتني وأولادي, فدعني أرجع الى عيلتي, فأَكِدَّ عليهم, ولا تحرمهم مالي ونفسي, وبكى, وسألني وتضرع إليّ، فلم أَرِقَّ له, شَرَهاً إلى ما كان معه، فلما أَيِسَ من الحياة التفت إلى حجلتين على جبل, وقال لهما: أشهدا لي عليه عند الله تعالى أنه قاتلي ظلما، وقتلته, فلما رأيت الحجلة الآن ذكرت ذلك الرجل, وحمقه في استشهاده الحجل علي
قال ابن مروان: فحين سمعت قوله اهتززت حتى لم أملك نفسي, وتقدمت بأخذه وكتفه, ثم ضرب رقبته بين يدي، فلم آكل حتى رأيت رأسه مبرّأ بين يديه, بعد أن قلت له: قد والله شهدت الحجلتان عليك عند من أقادك بالرجل, وأخَذَ له بحقه منك.

المصدر : [ بغية الطلب فى تاريخ حلب 3/ 1133]

قلت - رحم الله والدي-:
الظلم مصرعه وخيم, والباغي يمهل الله له, ثم يأخذه أخذ عزيز مقتدر, والقصة أوردها الدميري في حياة الحيوان [1 /324] مختصرة جدا, ومعزوة لكتاب "النشوار" و"تاريخ ابن النجار", ولا توجد في المطبوع منهما, عن أبي نصر محمد بن مروان الجعدي, كذا نسبه, ولعله تحرف عن "الكردي"
بيان وتوضيح: أبو نصر بن مروان: هو أحمد بن مروان بن دوستك, أبو نصر, نصر الدولة الكردي, كان من الأكراد الحميدية, ويلقبون بالجهار بختية, ملك ميافارقين وآمد بعد قتل أخيه أبي منصور سعد بن مروان, ترجمته في بغية الطلب[3/ 1134]

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق