قال أبو الوفاء بن عقيل في " الفنون ": يا علماء, ما نقنع منكم بما أنتم عليه من زَيِّ تَصَارِيفكم، فإِنَّ طبيباَ بِهِ مِثْلُ مَرَضِي فَضَيَّقَ عَلَيَّ الأغذيةَ ولا يَحْتَمِي, مَشكُوكٌ في صِدقِه عِندي، فالْحَظُوا حَالَ من أنتم من وَرَثَتُهُ كيف غُفِر له, ثم قَام حتى تَوَرَّمت قدماهُ
يا سِباع, يا قُطَّاعَ الطريقِ, لا تُرَوْنَ إلا على مَطَارِح الجِيَفِ, نَبيُّكُم - صلى الله عليه وسلم - قَنَعَ من المرأةِ بإشارتِها إلى السماءِ, وأنتم تُشَكِّكُون الناسَ في العقائِد، انفتح بكَلامِكم البَثْقُ العظيمُ, وهو كَلامُ الدهرية والملحدة.
المصدر : [ الآداب الشرعية والمنح المرعية (3 / 486 ]
قلت - رحم الله والدي-:
ذم أهل الكلام مما تواتر على ألسنة أئمة السلف, ولو جمع كلامهم لجاء في جزء , وللشافعي رحمه الله خاصة في ذمه كلمات كثيرات قصيرات بليغات, وقد ألف شيخ الإسلام أبو إسماعيل الهروي الأنصاري رحمه الله كتابه: ذم الكلام, وهو بالأسانيد, وألف الخطابي رسالة صغيرة وجيزة, سماها: الغنية عن الكلام, وللجلال السيوطي كتاب: صون المنطق والكلام عن فني المنطق والكلام, وللعلامة محمد صديق حسن خان القنوجي كتاب: قصد السبيل إلى ذم الكلام والتأويل, والكل مطبوع, فلينظر فيها من أحب الوقوف على جلية الأمر
وقوله: بإشارتِها إلى السماءِ, إشارة إلى الحديث المعروف بحديث الجارية أخرجه مسلم [537], وللشيخ سليم الهلالي رسالة مفردة فيه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق