بسم الله الرحمن الرحيم: الحمد لله رب العالمين , وصلى الله وسلم على نبينا محمد الأمين, وعلى آله الطيبين الطاهرين , وصحبه البررة الأكرمين, أما بعد: فهذه سلسلة مباركة سميتها: فاكهة المجالس وتحفة المؤانس , أعرض فيها ما انتقيته واخترته لكم من فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أديية , اقتطفتها من بطون الكتب والتواريخ والطبقات والتراجم ,وسأعلق على بعضها بما فتح الله تعالى علي من زيادة تعريفات , وتوضيح مبهمات , وتفسير مجملات , وذكر طبعات الكتب المصنفات, لتكمل الفائدة والاستفادة, وستكون تعليقاتي باللون الأزرق, مفتتحة بقولي: قلت , والله تعالى المسؤول أن يحلها في قلوبكم وأنظاركم محل القبول والرضى , وأن يعينني على إكمالها وإتمامها , وأن يبارك فيها وينميها , وينفع بها كثيرا من عباده المؤمنين, آمين / كتبه أبو يعلى البيضاوي المغربي غفر الله ولوالديه

السبت، 15 ديسمبر 2012

137- مضرة علماء الكلام


قال أبو الوفاء بن عقيل في " الفنون ": يا علماء, ما نقنع منكم بما أنتم عليه من زَيِّ تَصَارِيفكم، فإِنَّ طبيباَ بِهِ مِثْلُ مَرَضِي فَضَيَّقَ عَلَيَّ الأغذيةَ ولا يَحْتَمِي, مَشكُوكٌ في صِدقِه عِندي، فالْحَظُوا حَالَ من أنتم من وَرَثَتُهُ كيف غُفِر له, ثم قَام حتى تَوَرَّمت قدماهُ 
يا سِباع, يا قُطَّاعَ الطريقِ, لا تُرَوْنَ إلا على مَطَارِح الجِيَفِ, نَبيُّكُم - صلى الله عليه وسلم - قَنَعَ من المرأةِ بإشارتِها إلى السماءِ, وأنتم تُشَكِّكُون الناسَ في العقائِد، انفتح بكَلامِكم البَثْقُ العظيمُ, وهو كَلامُ الدهرية والملحدة.

المصدر : [ الآداب الشرعية والمنح المرعية (3 / 486 ]

قلت - رحم الله والدي-:
ذم أهل الكلام مما تواتر على ألسنة أئمة السلف, ولو جمع كلامهم لجاء في جزء , وللشافعي رحمه الله خاصة في ذمه كلمات كثيرات قصيرات بليغات, وقد ألف شيخ الإسلام أبو إسماعيل الهروي الأنصاري رحمه الله كتابه: ذم الكلام, وهو بالأسانيد, وألف الخطابي رسالة صغيرة وجيزة, سماها: الغنية عن الكلام, وللجلال السيوطي كتاب: صون المنطق والكلام عن فني المنطق والكلام, وللعلامة محمد صديق حسن خان القنوجي كتاب: قصد السبيل إلى ذم الكلام والتأويل, والكل مطبوع, فلينظر فيها من أحب الوقوف على جلية الأمر
وقوله: بإشارتِها إلى السماءِ, إشارة إلى الحديث المعروف بحديث الجارية أخرجه مسلم [537], وللشيخ سليم الهلالي رسالة مفردة فيه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق