القاسم بن فِيره -بكسر الفاء بعدها ياء آخر الحروف ساكنة ثم راء مشددة مضمومة بعدها هاء-, ومعناه بلغة عجم الأندلس: الحديد, ابن خلف بن أحمد أبو القاسم وأبو محمد الشاطبي الرعيني الضرير, ولي الله الإمام العلامة, أحد الأعلام الكبار والمشتهرين في الأقطار [ ت 590 هـ ]
[ قال ابن الجزري رحمه الله ]:
من وقف على قَصِيدَتَيْهِ علم مقدار ما آتاه الله في ذلك, خصوصًا اللامية, التي عجز البلغاء من بعده عن معارضتها, فإنه لا يعرف مقدارها إلا من نظم على منوالها, أو قابل بينها وبين ما نظم على طريقها, ولقد رزق هذا الكتاب من الشهرة والقبول ما لا أعلمه لكتاب غيره في هذا الفن, بل أكاد أن أقول: ولا في غير هذا الفن, فإنني لا أحسب أن بلدا من بلاد الإسلام يخلو منه, بل لا أظن أن بيت طالب علم يخلو من نسخة به، ولقد تنافس الناس فيها, ورغبوا من اقتناء النسخ الصحاح بها إلى غاية, حتى إنه كانت عندي نسخة باللامية والرائية بخط الحجيج صاحب السخاوي مجلدة, فأعطيت بوزنها فضة فلم أقبل
ولقد بالغ الناس في التغالي فيها, وأخذ أقوالها مسلمة, واعتبار ألفاظها منطوقًا ومفهومًا, حتى خرجوا بذلك عن حد أن تكون لغير معصوم, وتجاوز بعض الحد فزعم أن ما فيها هو القراءات السبع, وأن ما عدا ذلك شاذ لا تجوز القراءة به
ومن أعجب ما اتفق للشاطبية في عصرنا هذا أن به من بينه وبين الشاطبي باتصال التلاوة والقراءة رجلين, مع أن للشاطبي يوم تبييض هذه الترجمة مائتي سنة, وهذا لا أعلم أنه اتفق في عصر من الأعصار للقراءات السبع, وإن كان اتفق في بعض القراءات وقتًا ما, وما ذلك إلا لشدة اعتناء الناس بها, ومن الجائز أن تبقى الشاطبية باتصال السماع بهذا السند إلى رأس الثمانمائة, فإن من أصحاب القاضي بدر الدين بن جماعة اليوم جماعة, ولا أعلم كتابًا حفظ وعرض في مجلس واحد وتسلسل بالعرض إلى مصنفه كذلك إلا هو.
المصدر : [ غاية النهاية في طبقات القراء 2 /22]
قلت – رحم الله والدي- :
القصيدة الأولى هي: حرز الأماني ووجه التهاني في القراءات السبع رحم الله ناظمها, قال في كشف الظنون 1 /646 : أبياتها ألف ومائة وثلاثة وسبعون بيتاً, أبدع فيه كل الإبداع، فصار عمدة الفن, وله شروح كثيرة، أحسنها وأدقها شرح الشيخ برهان الدين: إبراهيم بن عمر الجعبري /ت 732، وهو شرح مفيد مشهور, سماه: كنز المعاني.اهـ
والقصيدة الثانية هي : عقيلة أتراب القصائد فى أسنى المقاصد, وهي رائية في رسم المصحف في 299 بيتا, رابط تحميلها, وأولها:
الحمدُ للهِ مَوْصُولاً كما أمـَرَا مباركاً طيباً يَسْـتَـنْـزِلُ الدِّرَرَا
وقال عنهما الحافظ الذهبي في معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار 1 /312: قد سارت الركبان بقصيدتيه، حرز الأماني, وعقيلة أتراب القصائد، اللتين في القراءات والرسم، وحفظهما خلق لا يحصون؛ وخضع لهما فحول الشعراء وكبار البلغاء، وحذاق القراء, ولقد أودع وأوجز, وسهل الصعب.اهـ,
توضيح وبيان: الحديد ترجمته بالإسبانية : [ hierro ]
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق