بسم الله الرحمن الرحيم: الحمد لله رب العالمين , وصلى الله وسلم على نبينا محمد الأمين, وعلى آله الطيبين الطاهرين , وصحبه البررة الأكرمين, أما بعد: فهذه سلسلة مباركة سميتها: فاكهة المجالس وتحفة المؤانس , أعرض فيها ما انتقيته واخترته لكم من فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أديية , اقتطفتها من بطون الكتب والتواريخ والطبقات والتراجم ,وسأعلق على بعضها بما فتح الله تعالى علي من زيادة تعريفات , وتوضيح مبهمات , وتفسير مجملات , وذكر طبعات الكتب المصنفات, لتكمل الفائدة والاستفادة, وستكون تعليقاتي باللون الأزرق, مفتتحة بقولي: قلت , والله تعالى المسؤول أن يحلها في قلوبكم وأنظاركم محل القبول والرضى , وأن يعينني على إكمالها وإتمامها , وأن يبارك فيها وينميها , وينفع بها كثيرا من عباده المؤمنين, آمين / كتبه أبو يعلى البيضاوي المغربي غفر الله ولوالديه

الخميس، 8 نوفمبر 2012

92- يمين مكفرة


[ قال الحافظ السِلفي ]: سَمِعت الْقَاضِيَ أَبَا نَصْرٍ أَحْمَدَ بْنَ عَبْدِ الْمُنْعِمِ الْحَنَفِيَّ أَحَدَ الْخُطَبَاءِ بِثَغْرِ آمِدَ قَالَ سَمِعت الْقَاضِي أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الدَّامَغَانِيَّ ببَغْدَادَ قَالَ سَمِعت أَبَا الْحُسَيْنِ أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْقُدُورِيَّ قَالَ:
كَانَ أَبُو جَعْفَرٍ الطَّحَاوِيُّ يَقْرَأُ عَلَى الْمُزَنِيِّ, فَقَالَ لَهُ يَوْمًا: وَاللَّهِ لَا أَفْلَحْتَ, فَغَضِبَ وَانْفَلَّ مِنْ عِنْدِهِ, وَتَفَقَّهَ عَلَى مَذْهَبِ أَبِي حَنِيفَةَ, فَصَارَ إِمَامًا , فَكَانَ إِذَا دَرَسَ أَوْ جَابَ فِي الْمُشْكِلَاتِ يَقُولُ: رَحِمَ اللَّهُ أَبَا إِبْرَاهِيمَ, لَوْ كَانَ حَيًّا وَرَآنِي كَفَّرَ عَنْ يَمِينِهِ

المصدر : [ معجم السفر 1 / 16] 

قلت - رحم الله والدي -:
الإمام المزني هو خال الطحاوي رحمهما الله, وقد ذكر اللكنوي الحنفي في الطبقات السنية في تراجم الحنفية 1/ 137, الحكاية بلفظ آخر, ولم يرتضها, وذكر سببا أخر لانتقاله عن مذهبه الأول, فقال: رُوى أنه كان شافعي المذهب، وأنه كان يقرأ على المزني، فقال له يوماً: والله لا جاء منك شيء, فغضب أبو جعفر من ذلك، وانتقل إلى أبي جعفر بن أبي عمران الحنفي، فاشتغل عليه، وعلى القاضي أبي حازم, فلما صنف " مختصره "، قال: رحم الله أبا إبراهيم، يعني الُمزني، لو كان حياً لكفر عن يمينه.
وذكر أبو يعلى الحنبلي [كذا في المطبوع وصوابه الخليلي]، في كتاب الإرشاد في ترجمة المُزني [1 /431 ]: فقال: لأني كنت أرى خالي يديم النظر في كتب أبي حنيفة، فلذلك انتقلت إليه. انتهى, 
قلتُ [ اللكنوي ]: هذا هو الأليق بشأن هذا الإمام، والأحرى به، وأنه لم ينتقل من مذهب إلى مذهب بمجرد الغضب، وهوى النفس، لأجل كلمة صدرت من أستاذه وخاله، في زمن الطلب والتعلم، بل لما استدل به على ترجيح مذهب الإمام الأعظم، وتقدمه في صحة النقل، وإيضاح المعاني بالأدلة القوية، وحسن الاستنباط، من كون خاله المزني مع جلالة قدره، ووفور علمه، وغزير فهمه، كان يديم النظر في كتب أبي حنيفة، ويتعلم من طريقته، ويمشي على سننه في استخراج الدقائق من أماكنها، والجواهر من معادنها، نفعنا الله ببركة علومهم أجمعين. اهـ 

قلت [ أبو يعلى ]: ولا دليل أدل وأظهر على إمامة الطحاوي في الفقه والحديث من كتابيه العظيمين: شرح معاني الآثار, و مشكل الآثار
فالكتاب الأول: خدمه الحافظ بدر الدين العيني بكتابين, الأول: نخب الأفكار في تنقيح مباني الأخبار في شرح معاني الآثار, طبع في19 مجلدا / تحميل الكتاب
والثاني: مغاني الأخيار في شرح أسامي رجال معاني الآثار, طبع في مكتبة الباز مكة 1997 في 3 مجلدات / تحميل الكتاب مخطوطا / و مطبوعا
والكتاب الثاني: اختصره القاضي أبو الوليد ابن رشد القرطبي المعروف بالجد/ت 520 هـ, ثم اختصر المختصر أبو المحاسن جمال الدين يوسف بن موسى المَلَطي الحنفي/ت 803هـ , في المختصر المعتصر من المختصر من مشكل الآثار طبع في عالم الكتب بيروت 1997, في مجلدين / تحميل الكتاب , ورتب بعض المعاصرين أحاديثه في : تحفة الأخيار بترتيب شرح مشكل الآثار / تحميل الكتاب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق