بسم الله الرحمن الرحيم: الحمد لله رب العالمين , وصلى الله وسلم على نبينا محمد الأمين, وعلى آله الطيبين الطاهرين , وصحبه البررة الأكرمين, أما بعد: فهذه سلسلة مباركة سميتها: فاكهة المجالس وتحفة المؤانس , أعرض فيها ما انتقيته واخترته لكم من فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أديية , اقتطفتها من بطون الكتب والتواريخ والطبقات والتراجم ,وسأعلق على بعضها بما فتح الله تعالى علي من زيادة تعريفات , وتوضيح مبهمات , وتفسير مجملات , وذكر طبعات الكتب المصنفات, لتكمل الفائدة والاستفادة, وستكون تعليقاتي باللون الأزرق, مفتتحة بقولي: قلت , والله تعالى المسؤول أن يحلها في قلوبكم وأنظاركم محل القبول والرضى , وأن يعينني على إكمالها وإتمامها , وأن يبارك فيها وينميها , وينفع بها كثيرا من عباده المؤمنين, آمين / كتبه أبو يعلى البيضاوي المغربي غفر الله ولوالديه

الأربعاء، 21 نوفمبر 2012

117- آفة التنعم


[ قال ابن الجوزري رحمه الله ]: 
اعْلَم أَن الآفة فِي التنعم من ثَلَاثَة أوجه:
أَحدهَا: أَن الدُّنْيَا دَار تَكْلِيف, لَا دَار رَاحَة، فالمشتغل بالتنعم لَا يكَاد يُوفي التَّكْلِيف حَقه. 
أخبرنَا مُحَمَّد بن أبي مَنْصُور قَالَ: أخبرنَا جَعْفَر بن أَحْمد قَالَ: أخبرنَا الْحسن بن عَليّ التَّمِيمِي قَالَ: أخبرنَا أَبُو بكر بن مَالك قَالَ: حَدثنَا عبد الله بن أَحْمد قَالَ: حَدثنِي أبي قَالَ: حَدثنَا هَارُون قَالَ: أَنبأَنَا ضَمرَة عَن ابْن شَوْذَب قَالَ: سَمِعت فرقدا يَقُول: 
إِنَّكُم لبستم ثِيَاب الْفَرَاغ قبل الْعَمَل، ألم تروا إِلَى الْفَاعِل إِذا عمل كَيفَ يلبس أدنى ثِيَابه، فَإِذا فرغ اغْتسل وَلبس ثَوْبَيْنِ نَقِيَّيْنِ، وَأَنْتُم لبستم ثِيَاب الْفَرَاغ قبل الْعَمَل.
الآفة الثَّانِيَة: أَن التنعم من حَيْثُ الْأكل يُوجب كَثْرَة التَّنَاوُل، فَيَقَع التشبع فيُورِثُ الكسلَ والغفلة، وَيحصل البَطَرُ والمرح, وَمن جِهَة اللبَاس يُوجب لِينَ الْبدن فيضعف عَن الْأَعْمَال الشاقة، ويصعُب عَلَيْهِ الْجِهَاد والتقلب فِي الِاكْتِسَاب، وَيضم ضِمنه الْخُيَلَاء, وَمن جِهَة النِّكَاح فَإِنَّهُ يحمل على إِنْفَاقِ القُوَى فِي اللَّذَّات فيضعُفُ عَن أَدَاء اللوازم.
والآفة الثَّالِثَة: أَن مَن أَلِفَ ذَلِك صَعُبَ عَلَيْهِ مُفَارقَة مَا أَلِف، فيُفْنِى زَمَانَه المحسوب عَلَيْهِ فِي اكْتِسَاب ذَلِك، خُصُوصا فِي بَاب التَّنَوُّقِ فِي النِّكَاح، فَإِن المُتَنَعِّمَة تحْتَاج إِلَى أَضْعَاف مَا تحْتَاج إِلَيْهَا غَيرهَا، ولهذه الْمعَانِي قَالَ عمر: " اخْشَوْشِنُوا وتحفوا "

المصدر : [ كشف المشكل من حديث الصحيحين 1/ 92]

قلت - رحم الله والدي-:
بيان وتوضيح : قال في النهاية [1 / 200]: تنوق بالنون، وهو من التنوق في الشيء إذا عمل على استحسان وإعجاب به. يقال تنوق وتأنق, وقال [2 / 35]: اخشوشن الشيء مبالغة في خشونته. واخشوشن: إذا لبس الخشن.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق