قال أبو الطيب [ عبد الواحد بن علي الحلبي اللغوي /ت 351 هـ ]:
لم يؤخذ على أبي عمرو خطأ في شيء من اللغة إلا في حرف قَصَر عن معرفَتِه عِلمُ من خَطَّأَهُ فيه، وروايته: أخبرنا جعفر بن محمد أخبرنا علي بن حاتم وغيره عن الأصمعي عن يونس قال: قيل لأبي عمرو بن العلاء: ما الثفر ؟, قال: الإست، فقيل له: إنه القُبُل، فقال: ما أقرب ما بينهما
فذهب قوم من أهل اللغة إلى أن هذا غلط من أبي عمرو، وليس كما ظنوا, فقد نص أبو عمرو الشيباني وغيره على أن الثُّفر: الدبر، والثفر من الأنثى: القبل
المصدر: [ المزهر في علوم اللغة وأنواعها 2 / 342]
قلت - رحم الله والدي -:
قال الزبيدي في تاج العروس 10 / 325: الثفر: بفتح فسكون (ويضم، للسباع و) لذوات (المخالب، كالحياء للناقة) ، وفي المحكم: للشاة (أو) هو (مسلك القضيب منها) . وفي بعض الأصول المعتمدة: (فيها) بدل (منها) ، واستعاره الأخطل فجعله للبقرة، فقال:
جزى الله فيها الأعورين ملامة *** وفروة ثفر الثورة المتضاجم
توضيح وبيان: أبو عمرو بن العلاء بن عمار بن العريان التميمي ثم المازني، البصري، شيخ القراء والعربية , قال إبراهيم الحربي، وغيره: كان أبو عمرو من أهل السنة, قال اليزيدي، وآخر: تكلم عمرو بن عبيد في الوعيد سنة، فقال أبو عمرو: إنك لأكن الفهم، إذ صيرت الوعيد الذي في أعظم شيء، مثله في أصغر شيء، فاعلم أن النهي عن الصغير والكبير ليسا سواء، وإنما نهى الله عنهما لتتم حجته على خلقه، ولئلا يعدل عن أمره، ووراء وعيدِه عَفوُه وكرمُه, ثم أنشد:
ولا يرهب ابن العم ما عشت صولتي ... ولا أختتي من صولة المتهدد
وإني وإن أوعدته ووعدته ... لمخلف إيعادي ومنجز موعدي
فقال عمرو بن عبيد: صدقت، إن العرب تتمدح بالوفاء بالوعد والوعيد، وقد يمتدح بهما المرء، تسمع إلى قولهم؟!
لا يخلف الوعد والوعيد ولا ... يبيت من ثأره على فوت
اختتأ منه: استتر خوفا أو حياء, قاله في تاج العروس [1 /207, مادة :ختأ ] ترجمة أبي عمرو في السير6 /407
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق