بسم الله الرحمن الرحيم: الحمد لله رب العالمين , وصلى الله وسلم على نبينا محمد الأمين, وعلى آله الطيبين الطاهرين , وصحبه البررة الأكرمين, أما بعد: فهذه سلسلة مباركة سميتها: فاكهة المجالس وتحفة المؤانس , أعرض فيها ما انتقيته واخترته لكم من فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أديية , اقتطفتها من بطون الكتب والتواريخ والطبقات والتراجم ,وسأعلق على بعضها بما فتح الله تعالى علي من زيادة تعريفات , وتوضيح مبهمات , وتفسير مجملات , وذكر طبعات الكتب المصنفات, لتكمل الفائدة والاستفادة, وستكون تعليقاتي باللون الأزرق, مفتتحة بقولي: قلت , والله تعالى المسؤول أن يحلها في قلوبكم وأنظاركم محل القبول والرضى , وأن يعينني على إكمالها وإتمامها , وأن يبارك فيها وينميها , وينفع بها كثيرا من عباده المؤمنين, آمين / كتبه أبو يعلى البيضاوي المغربي غفر الله ولوالديه

الاثنين، 19 نوفمبر 2012

107- تزوير إسناد

إبراهيم بن عقيل بن جيش أبو إسحاق القرشي, المعروف بابن المكبري النحوي الدمشقي,[ ت474هـ ]

قال ابن عساكر: كان أبو إسحاق يذكر أن عنده تعليقة أبي الأسود الدؤلي التي ألقاها إليه علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، وكان كثيرا ما يَعِدُ بها أصحابه، لا سيما أصحاب الحديث, ولا يفي, إلى أن كتبها عنه بعض تلاميذه الذين يقرأون عليه, وإذا به قد ركّب عليها إسنادا لا حقيقة له, اعْتُبِر فوُجِد موضوعا مُرَكبا، بعض رجاله أقدم ممن روى عنه, ولم يكن الخطيب عَلِم بذلك, ولا وقف عليه, فلذلك وثقه
قال: وهذه التعليقة فهي في أمالي أبي القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجاجي النحوي, نحو من عشرة أسطر، فجعلها هذا الشيخ إبراهيم قريبا من عشرة أوراق.

المصدر: [ معجم الأدباء 1/ 91 ]

قلت -رحم الله والدي -:
كلام الحافظ ابن عساكر في تاريخه مطولا [7 /56] ومنه: كان كثيرا يعدني بها, فأطلبها منه وهو يرجئ الأمر, إلى أن وقعت إلي في حال حياته, دفعها إلي الشيخ الفقيه أبو العباس أحمد بن منصور المالكي رحمه الله, وكان كتبها عنه على ما ذكر لي, إذ حملها إلي المعروف برزين الدولة المصمودي لما كان يقرأ عليه شيئا من علم العربية, وسمعها منه في سنة ست وستين وأربعمائة, وإذا به قد ركب عليها إسنادا لا حقيقة له.اهـ
وقصة أبي الأسود نقلها السيوطي في "جزء" له سماه: الأخبار المروية في سبب وضع علم العربية [ص31] قال: قال أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجاجي النحوي في أماليه: حدثنا ابو جعفر محمد بن رستم الطبري قال حدثنا ابو حاتم السجستاني حدثني يعقوب بن إسحاق الحضرمي حدثنا سعيد بن سلم الباهلي حدثنا أبي عن جدي عن أبي الأسود الدؤلي رضي الله عنه قال: دخلت على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه فرأيته مطرقا متفكرا, فقلت: فيم تفكر يا أمير المؤمنين ؟, قال: إني سمعت ببلدكم هذا لحنا, فأردت أن أصنع كتابا في أصول العربية, فقلت: إن فعلت هذا أحييتنا وبقيت فينا هذه اللغة, ثم أتيته بعد ثلاث, فألقى إلي صحيفة فيها: بسم الله الرحمن الرحيم, الكلام كله اسم وفعل وحرف, فالاسم ما أنبأ عن المسمى, والفعل ما أنبأ عن حركة المسمى, والحرف ما أنبأ عن معنى ليس باسم ولا فعل, ثم قال لي: تتبعه وزد فيه ما وقع لك, واعلم يا أبا الأسود أن الأسماء ثلاثة: ظاهر, ومضمر, وشيء ليس بظاهر ولا مضمر, وإنما تتفاضل العلماء في معرفة ما ليس بظاهر ولا مضمر
قال أبو الأسود: فجمعت منه أشياء, وعرضتها عليه, فكان من ذلك حروف النصب, فذكرت منها: إن, وأن, وليت, ولعل, وكأن, ولم أذكر لكن, فقال لي: لم تركتها, فقلت: لم أحسبها منها, فقال: بل هي منها, فزدها فيها .اهـ
والنص المذكور لا يوجد في الأمالي الزجاجي المطبوعة بتحقيق العلامة عبد السلام هارون, وإنما زادها في الملحق بذيلها [ص238] نقلا عن الأشباه والنظائر النحوية للسيوطي [1 /7]
ورسالة: سبب وضع علم العربية للجلال السيوطي طبعت في دار الهجرة دمشق 1988 تحقيق د. مروان العطية, وطبعت ثانيا في دائرة الشؤون الإسلامية دبي1422 تحقيق عبد الحكيم الأنيس / رابط تحميله: تحقيق العطية / تحقيق الأنيس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق