بسم الله الرحمن الرحيم: الحمد لله رب العالمين , وصلى الله وسلم على نبينا محمد الأمين, وعلى آله الطيبين الطاهرين , وصحبه البررة الأكرمين, أما بعد: فهذه سلسلة مباركة سميتها: فاكهة المجالس وتحفة المؤانس , أعرض فيها ما انتقيته واخترته لكم من فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أديية , اقتطفتها من بطون الكتب والتواريخ والطبقات والتراجم ,وسأعلق على بعضها بما فتح الله تعالى علي من زيادة تعريفات , وتوضيح مبهمات , وتفسير مجملات , وذكر طبعات الكتب المصنفات, لتكمل الفائدة والاستفادة, وستكون تعليقاتي باللون الأزرق, مفتتحة بقولي: قلت , والله تعالى المسؤول أن يحلها في قلوبكم وأنظاركم محل القبول والرضى , وأن يعينني على إكمالها وإتمامها , وأن يبارك فيها وينميها , وينفع بها كثيرا من عباده المؤمنين, آمين / كتبه أبو يعلى البيضاوي المغربي غفر الله ولوالديه

الاثنين، 19 نوفمبر 2012

106- عاقبة إكرام العلم والعلماء في الدنيا والآخرة

[ قال ياقوت الحموي رحمه الله ] :

نقلت من خط الإمام الحافظ أبي نصر عبد الرحيم بن وهبان صديقنا ومفيدنا قال، نقلت من خطّ أبي بكر محمد بن منصور السمعاني، سمعت أبا المعالي ثابت بن بندار البقال يقول، حكى لنا البرقانّي رحمه الله قال: 
كان إسماعيل بن إسحاق القاضي يشتهي رؤية إبراهيم الحربي، وكان إبراهيم لا يدخل عليه، يقول: لا أدخل دارا عليها بواب، فأخبر إسماعيل بذلك فقال: أنا أَدَعُ بابي كباب الجامع، فجاء إبراهيم إليه، فلما دخل عليه خلع نعليه، فأخذ أبو عمر محمد بن يوسف القاضي نعليه ولفّهما في منديل دبيقيّ, وجعله في كمه، وجرى بينهما علم كثير، فلما قام إبراهيم التمس نعليه، فأخرج أبو عمر النعل من كمّه، فقال له إبراهيم: غفر الله لك كما أكرمت العلم
فلما مات أبو عمر القاضي رؤي في المنام، فقيل له: ما فعل الله بك؟ , فقال: أجيبت فيّ دعوة إبراهيم الحربي رحمه الله.

المصدر : [ معجم الأدباء 1/ 48]

قلت – رحم الله والدي -:
ومما ورد في هذا الباب, باب إكرام العلم وأهله ومحبتهم وإجلالهم, والجزاء الحسن والثواب العاجل على ذلك في الدنيا قبل الآخرة, ما ذكره الحافظ الذهبي في تذكرة الحفاظ 2 / 166:
قال الوزير أبو الفضل البلعمي سمعت الأمير إسماعيل بن أحمد يقول: كنت بسمرقند فجلست للمظالم, إذ دخل محمد بن نصر, فقمت إجلالا له, فلما خرج عاتبني أخي إسحاق, وقال: تقوم لرجل من الرعية؟ , فنمت فرأيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومعي أخي, فأقبل النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأخذ بعضدي, وقال: ثبت ملكك وملك بنيك بإجلالك محمد بن نصر, وذهب ملك هذا باستخفافه به.
فاللهم اقذف في قلوبنا محبة أهل العلم, وارزقنا حسن الأدب معهم, وتعزيرهم وتوقيرهم وتعظيمهم, آمين
مما ألف في الباب: كتاب الإعلام بحرمة أهل العلم والإسلام للشيخ محمد بن أحمد بن إسماعيل المقدم / رابط تحميله
توضيح وبيان: أبو عمر: هو الإمام الكبير قاضي القضاة محمد بن يوسف بن يعقوب بن إسماعيل ابن عالم البصرة حماد بن زيد بن درهم الأزدي مولاهم البصري ثم البغدادي المالكي, حمل الناس عنه علما واسعا من الحديث والفقه، قيل: كان الرجل إذا امتلأ غيظا، يقول: لو أني أبو عمر القاضي ما صبرت, ترجمته في السير 14 /555 
وابن نصر: هو محمد بن نصر بن الحجاج المروزي, الإمام شيخ الإسلام أبو عبد الله الحافظ, ذكره الحاكم، فقال: إمام عصره بلا مدافعة في الحديث, قال الذهبي: يقال: إنه كان أعلم الأئمة باختلاف العلماء على الإطلاق/ت294هـ, ترجمته في السير 14 /33
الدبيقي: نسبة إلى دبيق كأَمِير, قال في معجم البلدان 2 /438 : بليدة كانت بين الفرما وتنّيس من أعمال مصر، تنسب إليها الثياب الدبيقية، والله أعلم, وقال في تاج العروس: 25 / 276: الثياب الدبيقية وهي من دق الثياب، كانت تتخذ بها، وكانت العمامة منها طولها مائة ذراع، وفيها رقمات منسوجة بالذهب، تبلغ العمامة من الذهب خمسمائة دينار سوى الحرير والغزل.اهـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق