قال أبو المظفر سبط ابن الجوزي: حكى ابن عقيل عن نفسه قال:
حججت فالتقطت عقد لؤلؤ في خيط أحمر، فإذا شيخ أعمى ينشده، ويبذل لملتقطه مائة دينار، فرددته عليه، فقال: خذ الدنانير, فامتنعت، وخرجت إلى الشام، وزرت القدس، وقصدت بغداد، فأويت بحلب إلى مسجد وأنا بردان جائع، فقدموني، فصليت بهم، فأطعموني، وكان أول رمضان، فقالوا: إمامنا توفي، فصل بنا هذا الشهر, ففعلت، فقالوا: لإمامنا بنت, فزوجت بها، فأقمت معها سنة، وأولدتها ولدا ذكرا، فمرضت في نفاسها
فتأملتها يوما فإذا في عنقها العقد بعينه بخيطه الأحمر، فقلت لها: لهذا قصة, وحكيت لها، فبكت، وقالت: أنت هو والله، لقد كان أبي يبكي، ويقول: اللهم ارزق بنتي مثل الذي رد العقد علي، وقد استجاب الله منه, ثم ماتت، فأخذت العقد والميراث، وعدت إلى بغداد
المصدر: [ سير أعلام النبلاء 19 / 450]
قلت - رحم الله والدي - :
انظر إلى اللطف الخفي لربنا اللطيف الحكيم الخبير وحسن قضائه حيث قَدَّر زواج ابن عقيل من هذه المرأة, واستجابته لدعوة هذا الرجل الصالح, وكذا حسن عاجل ثوابه لابن عقيل لورعه, وأدائه الأمانة, وصبره على الضيق والحاجة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق