بسم الله الرحمن الرحيم: الحمد لله رب العالمين , وصلى الله وسلم على نبينا محمد الأمين, وعلى آله الطيبين الطاهرين , وصحبه البررة الأكرمين, أما بعد: فهذه سلسلة مباركة سميتها: فاكهة المجالس وتحفة المؤانس , أعرض فيها ما انتقيته واخترته لكم من فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أديية , اقتطفتها من بطون الكتب والتواريخ والطبقات والتراجم ,وسأعلق على بعضها بما فتح الله تعالى علي من زيادة تعريفات , وتوضيح مبهمات , وتفسير مجملات , وذكر طبعات الكتب المصنفات, لتكمل الفائدة والاستفادة, وستكون تعليقاتي باللون الأزرق, مفتتحة بقولي: قلت , والله تعالى المسؤول أن يحلها في قلوبكم وأنظاركم محل القبول والرضى , وأن يعينني على إكمالها وإتمامها , وأن يبارك فيها وينميها , وينفع بها كثيرا من عباده المؤمنين, آمين / كتبه أبو يعلى البيضاوي المغربي غفر الله ولوالديه

الأحد، 21 أكتوبر 2012

69 - العالم المتفنن وكتابه الفنون

علي بن عقيل بن محمد بن عقيل بن أحمد البغدادي الظفري المقرىء الفقيه، الأصولي، الواعظ المتكلم، أبو الوفاء، أحد الأئمة الأعلام، وشيح الإسلام
قال ابن الجوزي : كان دائم التشاغل بالعلم، حتى أني رَأيتُ بخطه: 
إني لا يَحِلُّ لي أن أُضَيِّعَ ساعة من عمري، حتى إذا تعَطَّل لساني عن مذاكرة ومناظرة، وبصري عن مطالعة، أَعْمَلتُ فِكري في حال راحتي، وأنا مستطرح، فلا أنهضُ إلا وقد خَطَر لي ما أُسَطِّره, وإني لأجد من حرصي على العلم, وأنا في عشر الثمانين أشد مما كنت أجده وأنا ابن عشرين سنة.
قال: وكان له الخاطر العاطر، والبحث كن الغامض والدقائق، وجعل كتابه المسمى بـ: "الفنون" مَنَاطاً لخواطره وواقعاته, من تأمل واقعاته فيه عرف غَوْرَ الرجلِ.

المصدر : [ ذيل طبقات الحنابلة 1/ 324]

قلت -رحم الله والدي- :
قال الذهبي في ميزانه [5892]: على بن عقيل، أبو محمد أبو الوفاء الظفري الحنبلي, أحد الاعلام، وفرد زمانه علما ونقلا، وذكاء وتفننا, له كتاب الفنون في أزيد من أربعمائة مجلد، إلا أنه خالف السلف، ووافق المعتزلة في عدة بدع، نسأل الله العفو والسلامة، فإن كثرة التبحر في الكلام ربما أضر بصاحبه، ومن حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه.توفي سنة ثلاث عشرة وخمسمائة.انتهى
وقال الحافظ ابن حجر في لسانه [662]: هذا الرجل من كبار الأئمة نعم كان معتزليا, ثم أشهد على نفسه أنه تاب عن ذلك, وصحت توبته, ثم صنف في الرد عليهم, وقد أثنى عليه أهل عصره ومن بعدهم, وأطراه بن الجوزي, وعول على كلامه في أكثر تصانيفه,... وله تصانيف كثيرة منها: الفنون يشتمل على ست مائة مجلدا, أو أكثر من ذا .اهـ
وقال ابن رجب في [ذيل طبقات الحنابلة 1/ 344]: أكبر تصانيفه: كتاب: "الفنون", وهو كتاب كبير جدا، فيه فوائد كثيرة جليلة، في الوعظ، والتفسير، والفقه، والأصلين، والنحو، واللغة، والشعر، والتاريخ، والحكايات. وفيه مناظراته ومجالسه التي وقعت له، وخواطره ونتائج فكره قيدها فيه, وقال ابن الجوزي: وهذا الكتاب مائتا مجلد. وقع لي منه نحو من مائة وخمسين مجلدة, وقال عبد الرزاق الرسعني في تفسيره: قال لي أبو البقاء اللغوي: سمعت الشيخ أبا حكيم النهرواني يقول: وقفت على السفر الرابع بعد الثلاثمائة من كتاب الفنون, وقال الحافظ الذهبي في تاريخه: لم يصنف في الدنيا أكبر من هذا الكتاب. حدثني من رأى منه المجلد الفلاني بعد الأربعمائة.
قلت [ابن رجب]: وأخبرني أبو حفص عمر بن علي القزويني ببغداد، قال: سمعت بعض مشايخنا يقول: هو ثمانمائة مجلدة.اهـ
كتاب: الفنون وجد منه مجلدان, طبعا في دار المشرق بيروت 1970 بتحقيق جورج المقدسي, ثم في مكتبة لينة 1433هـ/ يمكنكم تحميل الكتاب من الرابط التالي: المجلد1 / المجلد2

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق