بسم الله الرحمن الرحيم: الحمد لله رب العالمين , وصلى الله وسلم على نبينا محمد الأمين, وعلى آله الطيبين الطاهرين , وصحبه البررة الأكرمين, أما بعد: فهذه سلسلة مباركة سميتها: فاكهة المجالس وتحفة المؤانس , أعرض فيها ما انتقيته واخترته لكم من فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أديية , اقتطفتها من بطون الكتب والتواريخ والطبقات والتراجم ,وسأعلق على بعضها بما فتح الله تعالى علي من زيادة تعريفات , وتوضيح مبهمات , وتفسير مجملات , وذكر طبعات الكتب المصنفات, لتكمل الفائدة والاستفادة, وستكون تعليقاتي باللون الأزرق, مفتتحة بقولي: قلت , والله تعالى المسؤول أن يحلها في قلوبكم وأنظاركم محل القبول والرضى , وأن يعينني على إكمالها وإتمامها , وأن يبارك فيها وينميها , وينفع بها كثيرا من عباده المؤمنين, آمين / كتبه أبو يعلى البيضاوي المغربي غفر الله ولوالديه

الأربعاء، 17 أكتوبر 2012

34- أفضل الحمد

قال الشيخ يوسف بن عمر: اختلف في تعيين الفاضل من الحمد 

فقيل: الحمد لله بجميع محامده كلها , ما علمت منها وما لم أعلم
وقيل: اللهم لا أحصي ثناء عليك , أنت كما أثنيت على نفسك
وقيل: الحمد لله حمدا يوافي نعمه , ويكافئ مزيده.
قال: وينبني على ذلك مسألة فقهية فيمن حلف ليحمدن الله بأفضل محامده , فمن أراد أن يخرج من الخلاف فليحمده بجميعها 
وزاد غيره مما ذكره في القول الأول : عدد خلقه كلهم ما علمت منهم وما لم أعلم
وقال المتأخرون من الخراسانيين من الشافعية: لو حلف إنسان ليحمدن الله بمجامع الحمد، ومنهم من قال: بأجل التحاميد فطَرِيقُهُ في البر أن يقول: الحمد لله حمدا يوافي نعمه , ويكافئ مزيده
قال النووي: قالوا: ولو حلف ليثنين على الله أحسن الثناء فطريقُ البر أن يقول: لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك , وزاد بعضهم : فلك الحمد حتى ترضى 
وصور أبو سعيد التوني المسألة فيمن حلف ليثنين على الله بأجل الثناء وأعظمه , وزاد في أول الذكر : سبحانك. 
وعن أبي نصر التمار عن محمد بن النضر قال: « قال: آدم - صلى الله عليه وسلم - يا رب شغلتني بكسب يدي فعلمني شيئا فيه مجامع الحمد والتسبيح، فأوحى الله تبارك وتعالى إليه: يا آدم , إذا أصبحت فقل ثلاثا وإذا أمسيت فقل ثلاثا: الحمد لله رب العالمين , حمدا يوافي نعمه , ويكافئ مزيده , فذلك مجامع الحمد والتسبيح » 
وقوله: يكافئ بهمزة في آخره أي : يساوي مزيد نعمه , ومعناه يقوم بشكر ما زاد من النعم, والإحصاء : العد , قاله في الأذكار

المصدر : [ مواهب الجليل في شرح مختصر خليل 1 / 16]

قلت رحم الله والدي :

 للعلامة ابن القيم نور الله ضريحه جواب في صيغة الحمد , وهو مطبوع , ونص السؤال الموجه إليه :  بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين وعليه نتوكل , ما تقول السادة العلماء الذين رضي الله عنهم أجمعين في رجلين تباحثا في الحديث المروي في الحمد لله , حمدا يوافي نعمه ويكافيء مزيده , فقال الآخر لقائل هذا الحديث الرب سبحانه وتعالى يقول: وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها وقد ثبت عن النبي أنه كان يقول: لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك , فقال له : راوي الحديث الأول من لم يوافق على هذا الحديث تيس وحمار وجاهل , فهل هذا الحديث الأول الذي رواه في الحمد لله حمدا يوافي نعمه ويكافيء مزيده صحيح أم لا , ومن المصيب من الرجلين , وليبسط القول مثابين , أفتونا مأجورين , رحمكم الله / يمكنكم تحميله من الرابط , والله الموفق 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق