بسم الله الرحمن الرحيم: الحمد لله رب العالمين , وصلى الله وسلم على نبينا محمد الأمين, وعلى آله الطيبين الطاهرين , وصحبه البررة الأكرمين, أما بعد: فهذه سلسلة مباركة سميتها: فاكهة المجالس وتحفة المؤانس , أعرض فيها ما انتقيته واخترته لكم من فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أديية , اقتطفتها من بطون الكتب والتواريخ والطبقات والتراجم ,وسأعلق على بعضها بما فتح الله تعالى علي من زيادة تعريفات , وتوضيح مبهمات , وتفسير مجملات , وذكر طبعات الكتب المصنفات, لتكمل الفائدة والاستفادة, وستكون تعليقاتي باللون الأزرق, مفتتحة بقولي: قلت , والله تعالى المسؤول أن يحلها في قلوبكم وأنظاركم محل القبول والرضى , وأن يعينني على إكمالها وإتمامها , وأن يبارك فيها وينميها , وينفع بها كثيرا من عباده المؤمنين, آمين / كتبه أبو يعلى البيضاوي المغربي غفر الله ولوالديه

الخميس، 10 يناير 2013

184- دعوة مستجابة


[ قال ابن العديم رحمه الله ]: قرأت في كتاب أبي القاسم يحيى بن علي الحضرمي الذي ذَيَّل به "تاريخ ابن يونس": حدثنا ابن رشيق قال: حدثنا سعيد بن هاشم الطبراني قال: حدثنا أحمد ابن محمد الطبراني قال: حدثني أبي قال:
كنت جالسا عند "أحمد بن طولون" ذات يوم فدعا برجل، فأدخل إليه فناظره, ثم قال لحاجب من حجابه: خذ هذا فاضرب عنقه, وائتني برأسه، فأخذه ومضى به، فأقام طويلا ثم أتى وليس معه شيء، فقال له أحمد بن طولون: ما قصتك؟ , وماذا فعلت؟ , فقال: أيها الأمير الأمان، قال: لك الأمان، قال: مضيت بالرجل لأضرب عنقه فجزت ببيت خَالٍ، فقال لي: ائذن لي أدخل هذا البيت فأصلي فيه ركعتين، فاستحييت من الله عز وجل أن أمنعه من ذلك, فأذنت له، فدخل فأطال، فدخلت إلى البيت فلم أجد فيه أحدا, وليس في البيت طاق نافذ، فجئت لأخبرك بذلك, قال: فقال له: فهل سمعته يقول شيئا؟ , قال: نعم، قال: ماذا سمعته يقول؟ , قال: سمعته قد رفع يديه وهو يشير بأصبعه, وهو يقول:
يا لطيف لما يشاء، يا فعال لما يريد, صَلِّ على محمد وآله والْطُفْ لي في هذه الساعة, وخلصني من يديه
فدخلت البيت بعد هذا أطلبه فلم أجد فيه أحدا، فقال له أحمد بن طولون: صدقت, هذه دعوة مستجابة.


المصدر : [ بغية الطلب فى تاريخ حلب 2/ 830 ]
قلت - رحم الله والدي-:
صدق هذه دعوة مضطر, من قلب ليس بساه ولاغافل, ففي التنزيل العزيز : ّ"{أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ }

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق