بسم الله الرحمن الرحيم: الحمد لله رب العالمين , وصلى الله وسلم على نبينا محمد الأمين, وعلى آله الطيبين الطاهرين , وصحبه البررة الأكرمين, أما بعد: فهذه سلسلة مباركة سميتها: فاكهة المجالس وتحفة المؤانس , أعرض فيها ما انتقيته واخترته لكم من فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أديية , اقتطفتها من بطون الكتب والتواريخ والطبقات والتراجم ,وسأعلق على بعضها بما فتح الله تعالى علي من زيادة تعريفات , وتوضيح مبهمات , وتفسير مجملات , وذكر طبعات الكتب المصنفات, لتكمل الفائدة والاستفادة, وستكون تعليقاتي باللون الأزرق, مفتتحة بقولي: قلت , والله تعالى المسؤول أن يحلها في قلوبكم وأنظاركم محل القبول والرضى , وأن يعينني على إكمالها وإتمامها , وأن يبارك فيها وينميها , وينفع بها كثيرا من عباده المؤمنين, آمين / كتبه أبو يعلى البيضاوي المغربي غفر الله ولوالديه

الخميس، 10 يناير 2013

176- الحر شكور واللئيم كفور


أنشدني أبو شجاع عبد الرزاق ابن النفيس الصوفي، قال: سمعت أبا عبد الله الفارقي ينشد بجامع القصر الشريف:

إذا أفادك إنسانٌ بفائدةٍ ... من العلوم فأَكْثِر شُكره أبدا
وقُل فُلانٌ جزاه الله صَالحةً ... أفادنيها وأَلْقِ الكِبر والحَسَدا
فالحُرُّ يَشكُر صُنعاً للمفيدِ له ... عِلماً ويذكره إِن قَام أو قَعدا

المصدر : [ذيل تاريخ بغداد لابن الدبيثي 1/ 414]

قلت - رحم الله والدي-: 
قال ابن مفلح في الآداب الشرعية والمنح المرعية [1 / 313]: عن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعا « لا يشكر الله من لا يشكر الناس », إسناد صحيح, رواه أحمد وأبو داود والترمذي, قال في "النهاية": معناه أن الله تعالى لا يقبل شكر العبد على إحسانه إليه إذا كان العبد لا يشكر إحسان الناس, ويكفر أمرهم؛ لاتصال أحد الأمرين بالآخر
وقيل معناه: أن من كان عادته وطبعه كفران نعمة الناس وترك شكره لهم كان من عادته كفر نعمة الله عز وجل وترك الشكر له
وقيل معناه: أن من لا يشكر الناس كان كمن لا يشكر الله عز وجل, وأن شكره كما تقول: لا يحبني من لا يحبك أي: أن محبتك مقرونة بمحبتي, فمن أحبني يحبك، ومن لا يحبك فكأنه لم يحبني.
وهذه الأقوال مبنية على رفع اسم الله عز وجل ونصبه.
وروى أحمد من حديث الأشعث بن قيس مرفوعا مثل حديث أبي هريرة, ورواه أيضا بلفظ آخر «إن أشكر الناس لله تعالى أشكرهم للناس» .اهـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق