الحسن بن أبي الحسن صافي أبو نزار النحوي البغداذىّ الشافعي, المعروف بـ: ملك النحاة [ت 568 هـ]
من طريف ما يحكى عن ملك النحاة : أن نور الدين محمودا [ ابن زنكى ]خلع عليه خلعة سنية, ونزل ليمضي إلى منزله، فرأى في طريقه حلقة عظيمة، فمال إليها لينظر ما هي، فوجد رجلا قد عَلَّم تيسا له استخراج الخبايا، وتعريفه من يقول له من غير إشارة، فلما وقف عليه ملك النحاة قال الرجل لذلك التيس: في حلقتي رجل عظيم القدر، شائع الذكر، ملك في زي سوقة، أعلم الناس وأكرم الناس وأجمل الناس، فأرني إياه
فشقّ ذلك التيس الحلقة, وخرج حتى وضع يده على ملك النحاة، فلم يتمالك ملك النحاة أن خلع تلك الخلعة, ووهبها لصاحب التيس، فبلغ ذلك نور الدين فعاتبه, وقال: استخففت بخلعتنا حتى وهبتها من طرقيّ؟!, فقال: يا مولانا عُذْرِي في ذلك واضح, لأنّ في هذه المدينة زيادة على مائة ألف تيس، ما فيهم من عرف قدري إلا هذا التيس، فجازيته على ذلك
فضحك منه نور الدين, وسكت.
المصدر :[ معجم الأدباء 2/ 870]
قلت - رحم الله والدي-:
ترجمة ملك النحاة غريبة, تجدها في : " معجم الأدباء " 2/870, و"وفيات الأعيان" 1 /134, و"إنباه الرواة" 1: 305, و"بغية الوعاة" 1 /504, وذكره العماد الكاتب في "الخريدة", (قسم العراق), كان يقول: هل سيبويه إلا من رعيّتى وحاشيتى!, ولو عاش ابن جنّى لم يسعه إلا حمل غاشيتى, ومن ظريف ما يحكى عنه: أنه كان يستخف بالعلماء؛ فكان إذا ذكر واحد منهم، قال: كلب من الكلاب، فقال له رجل: أنت إذا لست ملك النحاة، بل ملك الكلاب, فاستشاط غضبا, وقال: أخرجوا عني هذا الفضولي, وكان يغضب على من لم يسمه بملك النحاة, قال السيوطي: له عشر مسائل استشكلها في العربية, سماها: المسائل العشر المتعبات إلى الحشر، ذكرناها في الطبقات الكبرى.اهـ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق