قد جزم النووي في " منهاجه " بكراهة المشمس, قال الشافعية وقوله: لم يثبت عن الأطباء فيه شيء ليس كذلك, فقد قال ابن النفيس في " شرح التنبيه " إن مقتضى الطب كونه يورث البرص, قال ابن أبي شريف: وهو عمدة في ذلك. انتهى
المصدر : [ مواهب الجليل في شرح مختصر خليل 1 / 79 ]
قلت - رحم الله والدي-:
الحديث الوارد في ذلك قال فيه الحافظ ابن الملقن في خلاصة البدر المنير [1/ 9]: حديث: عائشة في النهي عن التوضؤ والاغتسال بالماء المشمس, رواه الدارقطني بإسناد ضعيف بمرة, قال البيهقي: وهو حديث لا يصح, وذكره ابن الجوزي في "الموضوعات", وعَزْوُهُ في "التنقيب" لابن معن الدمشقي إلى أبي داود الترمذي غلط قبيح
حديث: ابن عباس رفعه: "من اغتسل بماء مشمس فأصابه وضح فلا يلومن إلا نفسه", غريب جدا. وليس في الكتب المشهورة، وهو في "مشيخة قاضي المرستان" بسند منقطع واه, قال الحافظ أبو جعفر العقيلي: لا يصح في الماء المشمس حديث مسند، إنما يروى فيه شيء عن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه, قلت: أثر عمر هذا رواه الشافعي في "الأم" عن إبراهيم بن أبي يحيى عن صدقة بن عبد الله عن أبي الزبير عن جابر عن عمر, وإبراهيم هذا ضعفه الجم الغفير, ووثقه الشافعي وابن جريج وحمدان بن محمد الأصفهاني وابن عقدة الحافظ, وقال ابن عدي: لم أجد له حديثًا منكرًا.
خبر الصحابة: أنهم تطهروا بالماء المسخن بين يدي للنبي صلى الله تعالى عليه وسلم ولم ينكر عليهم, لا أعلمه إلا من فعل أسلع خادم رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم وحده, أنه اغتسل كذلك. رواه الطبراني في أكبر "معاجمه", والبيهقي في "سننه", ورواه الدارقطني من فعل عمر بانفراده وصححه, وكذلك روى عن غيره من الصحابة كما ذكرته في الأصل.اهـ
بيان وتوضيح : ابن معن المذكور هو: شمس الدين أبو عبد الله محمد بن معن بن سلطان الشيباني الدمشقي, كان فقيها إماما مناظرا أديبا قارئا/ت 640هـ, قال ابن قاضي شهبة في طبقاته [2/89/390] : له "التنقيب" على "المهذب" في جزأين, فيه غرائب, وفيه أوهام في عزو الأحاديث إلى الكتب.اهـ, وقد ذكر ابن الملقن في "البدر المنير" [1 / 429] بعض أوهامه وقال: لا أدري كيف وقع له هذا الغلط القبيح، ومن أين أخذه ؟!، وقد وقع في الكتاب المذكور أمثال ذلك، لعلنا ننبه عليها في مواطنها - إن شاء الله ذلك وقَدَّرَهُ. اهـ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق