[ قال ياقوت الحموي رحمه الله ]: مما وَجَدْتُ في بعض الكتبِ من مكارم الاخلاق للصاحب:
أنه استدعى يوما شرابا من شراب السُّكَّر, فجِيء بقدح منه، فلما أراد شُربه قال له بعض خَوَاصِّهِ: لا تشرَبه فإنه مَسمُوم، فقال له: وما الشاهدُ على صِحَّة ذلك؟ , قال: بأن تُجَرِّبَهُ على من أَعطَاكَهُ، قال: لا أستجيزُ ذلك, ولا أستَحِلُّهُ، قال: فَجَرِّبْهُ على كلب ، قال: إن التمثيل بالحيوان لا يجوز
وأمر بِصَبِّ ما في القدح، وقال للغلام: انصَرِفْ عني, ولا تدخل داري بعدها، وأَقَرَّ رِزقه عليه, وقال: لا تدفع اليقين بالشكّ، والعقُوبَة بقطعِ الرزق نَذَالَة.
المصدر : [ معجم الأدباء 2/ 668 ]
قلت - رحم الله والدي-:
هذه أخلاق كثيرة نبيلة مجتمعة في الصاحب - مع كونه جلدا في اعتزاله -, لو وزع خُلُقٌ واحد منها على جماعة لوَسِعَهُم, و لشيخ الأدب أبي حيان التوحيدي فيه كتاب سماه: أخلاق الوزيرين, ويعني بالوزيرين: الصاحب بن عباد وابن العميد, مزق فيه عِرضَهُما, وذكر مثَالِبَهُما, وقد فَسَّر ياقوت سبب تحامله عليه, فقال [2/ 669]: إن أبا حيان كان قصد ابن عباد إلى الري فلم يُرزَقْ منه، فرجع عنه ذَامّاً له، وكان أبو حيان مَجْبُولا على الغَرَام بثَلبِ الكِرَام، فاجْتَهَدَ في الغَضّ من ابن عباد، وكانت فضائلُ ابن عباد تأبَى إِلا أن تَسُوقَه إلى المدحِ, وإيضاحِ مكارمِه، فصارَ ذَمُّهُ له مَدْحاً / رابط تحميل كتاب: أخلاق الوزيرين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق