بسم الله الرحمن الرحيم: الحمد لله رب العالمين , وصلى الله وسلم على نبينا محمد الأمين, وعلى آله الطيبين الطاهرين , وصحبه البررة الأكرمين, أما بعد: فهذه سلسلة مباركة سميتها: فاكهة المجالس وتحفة المؤانس , أعرض فيها ما انتقيته واخترته لكم من فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أديية , اقتطفتها من بطون الكتب والتواريخ والطبقات والتراجم ,وسأعلق على بعضها بما فتح الله تعالى علي من زيادة تعريفات , وتوضيح مبهمات , وتفسير مجملات , وذكر طبعات الكتب المصنفات, لتكمل الفائدة والاستفادة, وستكون تعليقاتي باللون الأزرق, مفتتحة بقولي: قلت , والله تعالى المسؤول أن يحلها في قلوبكم وأنظاركم محل القبول والرضى , وأن يعينني على إكمالها وإتمامها , وأن يبارك فيها وينميها , وينفع بها كثيرا من عباده المؤمنين, آمين / كتبه أبو يعلى البيضاوي المغربي غفر الله ولوالديه

الاثنين، 19 نوفمبر 2012

98- ذاكرة أعمى

أحمد بن عبد الله بن سليمان أبو العلاء التنوخي المعري

[قال ابن العديم رحمه الله:] من أعجب ما بلغني من ذكائه ما حدثني به والدي رحمه الله قال: 
بلغني أنه لما سافر أبو العلاء الى بغداد, وأقام بها المدة التي أقامها, اجتاز في طريقه وهو متوجه بشجرة، وهو راكب على جمل، فقيل له: طأطىء رأسك, لئلا تلحقك الشجرة، ففعل ذلك، فلما عاد من بغداد, ووصل الى ذلك الموضع، وكانت الشجرة قد قطعت، طأطأ رأسه, فقيل له في ذلك، فقال: هاهنا شجرة، فقال له: ما هاهنا شجرة، فقال: بلى، فحفروا في ذلك الموضع، والله أعلم.

المصدر : [بغية الطلب فى تاريخ حلب 2/ 876]

قلت - رحم الله والدي -:
قد حكيت هذه القصة أيضا عن الإمام المقرئ أبي القاسم الشاطبي الضرير رحمه الله, فقد ذكرها منسوبة إليه شهاب الدين القسطلاني في كتابه: الفتح المواهبي في مناقب الإمام الشاطبي :[ص 54 مختصره] قال: 
حكي لي أنه لما كان بطريق مكة ذاهبا إليها, اجتاز بشجرة, فأخبره خادمه عند قربها, فطأطأ رأسه تحتها لئلا تصيبه، فلما حج وعاد لذلك الموضع, طأطأ رأسه تحت موضعها, كما فعل أولا من غير أن يعلمه أحـد بذلك, وكانت الشجرة قد قطعت قبل عوده, وإنه سئل عن سبب فعل ذلك فذكره, وأنه حفر ثم وجد أصل تلك الشجرة المذكورة
فالله أعلم بصحة نسبتها إلى أحدهما, وقد ساق ابن قتيبة الدينوري في كتابه: المعارف فصلاً في العميان والمكفوفين, وكذا الحافظ ابن الجوزيّ في: تلقيح فهوم أهل الأثر, فله فيه فصل في تسمية العميان الأشراف, وأفرد لهم الصلاح الصفدي كتابا سماه: نكث الهميان في نكت العميان, وهو مطبوع / تحميل الكتاب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق