بسم الله الرحمن الرحيم: الحمد لله رب العالمين , وصلى الله وسلم على نبينا محمد الأمين, وعلى آله الطيبين الطاهرين , وصحبه البررة الأكرمين, أما بعد: فهذه سلسلة مباركة سميتها: فاكهة المجالس وتحفة المؤانس , أعرض فيها ما انتقيته واخترته لكم من فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أديية , اقتطفتها من بطون الكتب والتواريخ والطبقات والتراجم ,وسأعلق على بعضها بما فتح الله تعالى علي من زيادة تعريفات , وتوضيح مبهمات , وتفسير مجملات , وذكر طبعات الكتب المصنفات, لتكمل الفائدة والاستفادة, وستكون تعليقاتي باللون الأزرق, مفتتحة بقولي: قلت , والله تعالى المسؤول أن يحلها في قلوبكم وأنظاركم محل القبول والرضى , وأن يعينني على إكمالها وإتمامها , وأن يبارك فيها وينميها , وينفع بها كثيرا من عباده المؤمنين, آمين / كتبه أبو يعلى البيضاوي المغربي غفر الله ولوالديه

الأربعاء، 28 نوفمبر 2012

124- حفظ هيبة العلم


محمد بن عيسى الخزرجي المالقي المالكي أبو بكر, قال في البدر السافر: كان فاضلا نحويا زاهدا عابدا مشتغلا بنفسه
كان ابن التلمساني يقرأ عليه النحو، وهو يقرأ عليه المعقول، فَيُبَكِّرُ إليه ابن التلمساني، فيقرأُ عليه، ثم يقول: يقرأ سَيدُنا درسَهُ، فيقول: لا حتى أروح إلى بيتك. 

المصدر : [ بغية الوعاة 1/ 206 ]

قلت - رحم الله والدي -:
مما في يضاف إلى باب المحافظة على طريقة تلقي العلم وهيبته ما حكاه ياقوت في معجم الأدباء [2 /654]: حدثني عزيز الدين رحمه الله قال: لما ورد الفخر الرازي إلى مرو، وكان من جلالة القدر وعظم الذكر وضخامة الهيبة بحيث لا يراجع في كلامه، ولا يتنفّس أحد بين يديه لإعظامه على ما هو مشهور متعارف، دخلت إليه، وترددت للقراءة عليه, فقال لي يوما: أحبّ أن تصنّف لي كتابا لطيفا في أنساب الطالبيين لأنظر فيه, فلا أحبّ أن أموت جاهلا به، فقلت له: أتريده مشجّرا أم منثورا؟ , فقال: المشجر لا ينضبط بالحفظ، وأنا أريد شيئا أحفظه، فقلت له: السمع والطاعة، ومضيت وصنّفت له الكتاب الذي سميته بـ: «الفخري», وحملته وجئته به، فلما وقف عليه نزل عن طراحته وجلس على الحصير, وقال لي: اجلس على هذه الطراحة، فأعظمت ذلك وهِبتُه، فانتهرني نهرة عظيمة مزعجة, وزعق فيّ قائلا: اجلس بحيث أقول لك، فتداخلني -علم الله- من هيبته ما لم أتمالك إلا أن جلست حيث أمرني، ثم أخذ يقرأ علَيَّ ذلك الكتاب, وهو جالس بين يديّ, ويستفهمني عما يستغلق عليه إلى أن أنهاه قراءة، فلما فرغ من قراءته قال: اجلس الآن حيث شئت، فإن هذا عِلْمٌ أنت أستاذي فيه، وأنا أستفيد منك, وأتتلمذ لك، وليس من الأدب أن يجلس التلميذ إلا بين يدي الأستاذ، فقمت من مقامي, وجلس هو في منصبه، ثم أخذت أقرأ عليه, وأنا جالس بحيث كان أوّلا
[قال ياقوت]: وهذا لعمري من حسن الأدب حسن, ولا سيّما من مثل ذلك الرجل العظيم المرتبة. اهـ

توضيح وبيان: كتاب: الفخري في أنساب الطالبيين تأليف النسابة القاضي إسماعيل بن الحسن بن محمد الحسيني المروزي الأزورقاني /ت 614هـ, طبع عند الرافضة - أقمأهم الله - في مكتبة النجفي العامة 1409هـ, تحقيق مهدي الرجائي / تحميل الكتاب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق