بسم الله الرحمن الرحيم: الحمد لله رب العالمين , وصلى الله وسلم على نبينا محمد الأمين, وعلى آله الطيبين الطاهرين , وصحبه البررة الأكرمين, أما بعد: فهذه سلسلة مباركة سميتها: فاكهة المجالس وتحفة المؤانس , أعرض فيها ما انتقيته واخترته لكم من فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أديية , اقتطفتها من بطون الكتب والتواريخ والطبقات والتراجم ,وسأعلق على بعضها بما فتح الله تعالى علي من زيادة تعريفات , وتوضيح مبهمات , وتفسير مجملات , وذكر طبعات الكتب المصنفات, لتكمل الفائدة والاستفادة, وستكون تعليقاتي باللون الأزرق, مفتتحة بقولي: قلت , والله تعالى المسؤول أن يحلها في قلوبكم وأنظاركم محل القبول والرضى , وأن يعينني على إكمالها وإتمامها , وأن يبارك فيها وينميها , وينفع بها كثيرا من عباده المؤمنين, آمين / كتبه أبو يعلى البيضاوي المغربي غفر الله ولوالديه

الأحد، 25 نوفمبر 2012

121- منام محدث

[ قال ابن عبد البر]: سمعت أبا محمد عبد الله بن محمد بن أسد، رحمه الله يقول: سمعت حمزة بن محمد بن علي الكناني قال:  
خَرَّجْتُ حديثا واحدا عن النبي صلى الله عليه وسلم من مائتي طريق, أو من نحو مائتي طريق، شك أبو محمد قال: فداخلني من ذلك من الفرح غير قليل, وأعجبت بذلك, قال: فرأيت ليلة من الليالي "يحيى بن معين" في المنام, فقلت له: يا أبا زكريا خرجت حديثا واحدا عن النبي صلى الله عليه وسلم من مائتي طريق, قال: فسكت عني ساعة, ثم قال: أخشى أن يدخل هذا تحت {ألهاكم التكاثر}

المصدر : [جامع بيان العلم وفضله 1988 باب ذم الإكثار من الحديث دون التفهم له والتفقه فيه] 


قلت – رحم الله والدي - :
نقله الشاطبي رحمه الله في موافقاته [1 /114], ثم قال: هذا ما قال. وهو صحيح في الاعتبار؛ لأن تخريجه من طرق يسيرة كاف في المقصود منه؛ فصار الزائد على ذلك فضلا.اهـ, 
فكيف لو رأى هؤلاء الأئمة الأعلام رحمهم الله تخريجات من يحقق كتب الحديثية المطبوعة اليوم, وهم يخرجون أحاديث الصحيحين مما أجمعت الأمة على صحتها في صفحتين أو أكثر, تكثرا وتشبعا بما لم يعطوا, فيسودون الصحف, ويغلون الكتب, مع قلة الفائدة, هذا وكل ما فيه أرقام صفحات وطبعات مع تصحيفات وأوهام كثيرات, أما التخريج الوارد في حكاية الكناني رحمه الله مع ما قيل فيه فله شأن آخر, فيقينا أنه لو وصل إلينا لكان فيه فوائد إسنادية وتاريخية وحديثية وفقهية, فلا تقس ولا تقارن بين القوم وبيننا, فما نحن إلا بقل في أصول نخل طوال 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق