[ قال ابن عبد البر]: سمعت أبا محمد عبد الله بن محمد بن أسد، رحمه الله يقول: سمعت حمزة بن محمد بن علي الكناني قال:
خَرَّجْتُ حديثا واحدا عن النبي صلى الله عليه وسلم من مائتي طريق, أو من نحو مائتي طريق، شك أبو محمد قال: فداخلني من ذلك من الفرح غير قليل, وأعجبت بذلك, قال: فرأيت ليلة من الليالي "يحيى بن معين" في المنام, فقلت له: يا أبا زكريا خرجت حديثا واحدا عن النبي صلى الله عليه وسلم من مائتي طريق, قال: فسكت عني ساعة, ثم قال: أخشى أن يدخل هذا تحت {ألهاكم التكاثر}
المصدر : [جامع بيان العلم وفضله 1988 باب ذم الإكثار من الحديث دون التفهم له والتفقه فيه]
قلت – رحم الله والدي - :
نقله الشاطبي رحمه الله في موافقاته [1 /114], ثم قال: هذا ما قال. وهو صحيح في الاعتبار؛ لأن تخريجه من طرق يسيرة كاف في المقصود منه؛ فصار الزائد على ذلك فضلا.اهـ,
فكيف لو رأى هؤلاء الأئمة الأعلام رحمهم الله تخريجات من يحقق كتب الحديثية المطبوعة اليوم, وهم يخرجون أحاديث الصحيحين مما أجمعت الأمة على صحتها في صفحتين أو أكثر, تكثرا وتشبعا بما لم يعطوا, فيسودون الصحف, ويغلون الكتب, مع قلة الفائدة, هذا وكل ما فيه أرقام صفحات وطبعات مع تصحيفات وأوهام كثيرات, أما التخريج الوارد في حكاية الكناني رحمه الله مع ما قيل فيه فله شأن آخر, فيقينا أنه لو وصل إلينا لكان فيه فوائد إسنادية وتاريخية وحديثية وفقهية, فلا تقس ولا تقارن بين القوم وبيننا, فما نحن إلا بقل في أصول نخل طوال
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق