بسم الله الرحمن الرحيم: الحمد لله رب العالمين , وصلى الله وسلم على نبينا محمد الأمين, وعلى آله الطيبين الطاهرين , وصحبه البررة الأكرمين, أما بعد: فهذه سلسلة مباركة سميتها: فاكهة المجالس وتحفة المؤانس , أعرض فيها ما انتقيته واخترته لكم من فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أديية , اقتطفتها من بطون الكتب والتواريخ والطبقات والتراجم ,وسأعلق على بعضها بما فتح الله تعالى علي من زيادة تعريفات , وتوضيح مبهمات , وتفسير مجملات , وذكر طبعات الكتب المصنفات, لتكمل الفائدة والاستفادة, وستكون تعليقاتي باللون الأزرق, مفتتحة بقولي: قلت , والله تعالى المسؤول أن يحلها في قلوبكم وأنظاركم محل القبول والرضى , وأن يعينني على إكمالها وإتمامها , وأن يبارك فيها وينميها , وينفع بها كثيرا من عباده المؤمنين, آمين / كتبه أبو يعلى البيضاوي المغربي غفر الله ولوالديه

الأحد، 14 أكتوبر 2012

8- واعظ كذاب

الواعظ الحريمي محمد بن محمد بن علي أبو الفتح الحريمي الواعظ 

كان مليح الإيراد قدم بغداد سنة تسع وخمس مائة, حدث على المنبر عن القشيري قال: 
تزوج النبي صلى الله عليه وسلم امرأة فرأى بكشحها بياضا فردها , وقال ألحقي بأهلك , وزاد في الحديث: فنزل جبريل فقال: العلي الأعلى يقرئك السلام, ويقول لك: بنقطة واحدة من العيب رددت عقدة النكاح, ونحن بعيوب كثيرة لا نفسخ عقد الإيمان مع امتك, لك نسوة تمسكهن لأجلك, امسك هذه لأجلي 
وهذا كذب فاحش
مرض بالري مرضة موته فاشتد جزعه عند الموت فقيل له في ذلك فقال: القدوم على الله شديد 

قلت [ القائل الصفدي ]: لا سيما قادم يكذب على الله تعالى وعلى جبريل 
وتوفي في سنة أربع عشرة وخمس مائة , ودفن إلى جانب ابراهيم الخواص 

قلت [ القائل الصفدي ] : من العجب دفنه إلى جانب هذا, سمعت الشيخ الحافظ جمال الدين المزي يقول: وقد ذكر في حديث جاء في طريقه , والله لقد كذب ابراهيم الخواص 

المصدر : [ الوافي بالوفيات 1/ 115 ]

قلت -رحم الله والدي -: 
وعليهما يصدق المثل العربي : الطيور على أشكالها تقع , ومن أجل التحذير من مثل هذا الكذاب وأضرابه ألف الحافظ العراقي كتابه النفيس : الباعث على الخلاص من حوادث القصاص , طبع بتحقيق الدكتور محمد بن لطفي الصباغ ونشر في مجلة أضواء الشريعة الرياض العدد الرابع سنة 1393 , ولخصه الحافظ السيوطي مع زوائد عليه في كتابه : تحذير الخواص من أكاذيب القصاص , طبع بتحقيق الصباغ أيضا, وللمحقق المذكور كتاب: تاريخ القصاص وأثرهم في الحديث النبوي وراي العلماء فيهم طبع في المكتب الاسلامي بيروت , وهذا رابط تحميله للفائدة 
والحديث المذكور روي عن جميل بن زيد، قال : صحبت شيخا من الأنصار ، ذكر أنه كانت له صحبة ، يقال له: كعب بن زيد، أو زيد بن كعب، فحدثني: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج امرأة من بني غفار، فلما دخل عليها فوضع ثوبه ، وقعد على الفراش، أبصر بكشحها بياضا، فانحاز عن الفراش، ثم قال: خذي عليك ثيابك، ولم يأخذ مما أتاها شيئا 
أخرجه أحمد 3 /493/ 16128) قال : حدثنا القاسم بن مالك المزني ، أبو جعفر ، قال : أخبرني جميل بن زيد، فذكره, والحديث ضعيف جدا، كما قال العلامة الألباني في "إرواء الغليل" (6/326). وقال الشيخ الأرنؤوط في تحقيق المسند: إسناده ضعيف، لضعف جميل بن زيد - وهو الطائي- قال ابن معين: ليس بثقة، وقال ابن حبان: واهي الحديث، وقال البغوي: ضعيف جداً، وقال أبو حاتم: ضعيف، وقال البخاري: لم يصح حديثه. ثم إن في إسناد حديثه هذا اضطراباً 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق