قال العلامة أبو حيان في تفسير قوله تعالى: يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفا من الذين كفروا بأنهم قوم لا يفقهون
قال بعض العلماء: الذي استقر حكم التكليف عليه بمقتضى هذه الآية أن كل مسلم بالغ وقف بإزاء المشركين عبدا كان أو حرا فالهزيمة عليه محرمة, ما دام معه سلاحه يقاتل به, فإن كان ليس معه سلاح فله أن ينهزم, وإن قابله ثلاثة حلت له الهزيمة, والصبر أحسن، وروى البيهقي وغيره: إن جيش مؤتة وكانوا ثلاثة آلاف من المسلمين وقفوا لمائتي ألف, مائة ألف من الروم ومائة ألف من الأنباط, وروي أنهم وقفوا لأربعمائة ألف, والأول هو الصحيح
وفي تاريخ فتح الأندلس أن طارقا مولى موسى بن نصير سار في ألف رجل وسبعمائة رجل إلى الأندلس, وذلك في رجب سنة ثلاث وتسعين من الهجرة, فالتقى هو وملك الأندلس لذريق, وكان في سبعين ألف عنان, فزحف إليه طارق وصبر له, فهزم الله الطاغية لذريق, وكان الفتح انتهى
وما زالت جزيرة الأندلس تلتقي الشرذمة القليلة منهم بالعدد الكثير من النصارى فيغلبونهم، وأخبرنا من حضر الوقعة التي كانت في الديموس الصغير على اثني عشر ميلا من مدينة غرناطة, سنة تسع عشرة وسبعمائة, وكان المسلمون ألفا وسبعمائة فارس من الأندلسيين والبربر, وكان النصارى مائة ألف راجل, وستين ألف رام, وخمسة عشر ألف فارس بين رام ومدرع, فصبروا لهم وأسروا أكابرهم, وقتلوا ملك قشتالة دون جوان, ونجا أخوه دون بطر مجروحا, وكان ملوك النصارى ملك قشتالة المذكور وملك إفرنسة وملك يوطقال وملك غلسية وملك قلعة رباح قد خرجوا عازمين على استئصال المسلمين من الجزيرة فهزمهم الله.
المصدر: [ البحر المحيط في التفسير 5 / 351 ]
قلت – رحم الله والدي- :
قال ربنا تعالى في كتابه العزيز : كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ, وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ 2/ 249
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق