بسم الله الرحمن الرحيم: الحمد لله رب العالمين , وصلى الله وسلم على نبينا محمد الأمين, وعلى آله الطيبين الطاهرين , وصحبه البررة الأكرمين, أما بعد: فهذه سلسلة مباركة سميتها: فاكهة المجالس وتحفة المؤانس , أعرض فيها ما انتقيته واخترته لكم من فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أديية , اقتطفتها من بطون الكتب والتواريخ والطبقات والتراجم ,وسأعلق على بعضها بما فتح الله تعالى علي من زيادة تعريفات , وتوضيح مبهمات , وتفسير مجملات , وذكر طبعات الكتب المصنفات, لتكمل الفائدة والاستفادة, وستكون تعليقاتي باللون الأزرق, مفتتحة بقولي: قلت , والله تعالى المسؤول أن يحلها في قلوبكم وأنظاركم محل القبول والرضى , وأن يعينني على إكمالها وإتمامها , وأن يبارك فيها وينميها , وينفع بها كثيرا من عباده المؤمنين, آمين / كتبه أبو يعلى البيضاوي المغربي غفر الله ولوالديه

الأحد، 21 أكتوبر 2012

52- عاقبة الصبر

أبو الطيب بن القاضي أبي محمد العلوي، الزيدي الشريف، أخو الشريف أبي الغنائم الزيدي النسابة, ذكره أخوه أبو الغنائم عبد الله بن الحسن الزيدي النسابة في كتاب نزهة عيون المشتاقين في النسب, وذكر له أبياتا من الشعر، وأنه أنشده إياها لنفسه , وهي:



اصبر فإن الصبرَ مُرٌّ كَرِيه *** سيُعقب الصبرَبما تشتهيه 
كمْ آمِلٍ أمرا وقد فاتَه *** فلم ينَل بالسَّعي ما يَرتجِيه
فَكُن على الصبرِ صبوراً عسَى *** ينفعك الصبر بخيرٍ تليه
فكم عسيرٍ عَزَّ في عُسرِه *** هَوَّنَه الرحمنُ باليُسرِ فيهِ

المصدر : [ بغية الطلب فى تاريخ حلب 2/ 630 ]

قلت رحم الله والدي :
قال الإمام ابن القيم رحمه الله : إن الله سبحانه جعل الصبر جوادا لا يكبو , وصارما لا ينبو , وجندا لا يهزم , وحصنا حصينا لا يهدم ولا يثلم , فهو والنصر أخوان شقيقان , فالنصر مع الصبر , والفرج مع الكرب , والعسر مع اليسر , وهو أنصر لصاحبه من الرجال بلا عدة ولا عدد , ومحله من الظفر كمحل الرأس من الجسد , ... والصبر آخيّة المؤمن , التى يجول ثم يرجع إليها , وساق إيمانه الذى اعتماد له الإ عليها , فلا ايمان لمن لا صبر له , وإن كان فإيمان قليل في غاية الضعف , وصاحبه ممن يعبد الله على حرف , فإن أصابه خير اطمأن به , وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة , ولم يحظ منهما الإ بالصفقة الخاسرة , فخير عيش أدركه السعداء بصبرهم , وترقوا إلى أعلى المازل بشكرهم , فساروا بين جناحى الصبر والشكر إلى جنات النعيم , وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء واله ذو الفضل العظيم . اهـ / من عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين 1 / 8 , 
الى آخر ما قاله في كتابه العظيم ذاك الذي قال هو في وصفه, وصَدَق :
فجاء كتابا جامعا حاويا نافعا , فيه من الفوائد ما هو حقيق على أن يعض عليه بالنواجذ , وتثنى عليه الخناصر , مُمتعا لقاريه , صريحا للناظر فيه , مسليا للحزين , منهضا للمقصرين , محرضا للمشمرين , مشتملا على نكات حسان من تفسير القرآن , وعلى أحاديث نبوية معزوة إلى مظانها , وآثار سلفية منسوبة إلى قائلها , ومسائل فقهية حسان مقرة بالدليل , ودقائق سلوكية على سواء السبيل , لا تخفى معرفة ذلك عى من فكر , وأحضر ذهنه .اهـ / يمكنكم تحميل هذا السفر النفيس من هذاالرابط

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق