بسم الله الرحمن الرحيم: الحمد لله رب العالمين , وصلى الله وسلم على نبينا محمد الأمين, وعلى آله الطيبين الطاهرين , وصحبه البررة الأكرمين, أما بعد: فهذه سلسلة مباركة سميتها: فاكهة المجالس وتحفة المؤانس , أعرض فيها ما انتقيته واخترته لكم من فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أديية , اقتطفتها من بطون الكتب والتواريخ والطبقات والتراجم ,وسأعلق على بعضها بما فتح الله تعالى علي من زيادة تعريفات , وتوضيح مبهمات , وتفسير مجملات , وذكر طبعات الكتب المصنفات, لتكمل الفائدة والاستفادة, وستكون تعليقاتي باللون الأزرق, مفتتحة بقولي: قلت , والله تعالى المسؤول أن يحلها في قلوبكم وأنظاركم محل القبول والرضى , وأن يعينني على إكمالها وإتمامها , وأن يبارك فيها وينميها , وينفع بها كثيرا من عباده المؤمنين, آمين / كتبه أبو يعلى البيضاوي المغربي غفر الله ولوالديه

الأحد، 21 أكتوبر 2012

49- كلمة أما بعد

أما بعد : ظرف مكان مقطوع عن الإضافة لفظا لا معنى , ولذلك بُني على الضم , والتقدير: وبعد حمد الله والصلاة على رسوله 

وهي كلمة تستعمل في الخطب والكلام الفصيح لقطع ما قبلها عما بعدها
قال بعض الشافعية: ويستحب الإتيان بها في الخطب والمكاتبات اقتداء برسول الله - صلى الله عليه وسلم - , وقد عَقَد لها البخاري بابا في كتاب الجمعة , وذكر فيه أحاديث كثيرة 
وتستعمل مقرونة بأما والواو , ومع إحداهما دون الأخرى , ودخول الفاء بعدها مع أما واضح لما تضمنته أما من معنى الشرط , وأما مع عدمها فتدخل على توهم وجود أما , وتكون الواو استئنافية , أو على تقدير أما محذوفة والواو عوض منها, أو دون تعويض , وعلى الأول فالعامل في " بعد " الفعل المقدر , إذ التقدير وبعد كذا وكذا، فأقول: وعلى الثاني فالعامل في " بعد " أما المحذوفة لنيابتها عن فعل الشرط المقدر , إذ التقدير مهما يكن من شيء بعد حمد الله والصلاة على رسوله فقد سألني إلى آخره , والعامل في " بعد " الفعل المقدر
واختلف في أول من نطق بـ: (أما بعد) فقيل:
1- داود - عليه الصلاة والسلام - وأنها فصل الخطاب الذي أوتيه، 
2- وقيل: قس بن ساعدة 
3- وقيل: كعب بن لؤي
4- وقيل: يعرب بن قحطان 
5- وقيل: سحبان وائل وأبان

المصدر : [ مواهب الجليل في شرح مختصر خليل 1/23 ]

قلت رحم الله والدي :

عقد الإمام البخاري رحمه الله لهذه الكلمة بابا في جامعه الصحيح, كتاب الجمعة قال: باب من قال في الخطبة بعد الثناء: أما بعد, وأورد فيه ستة أحاديث 

قال الحافظ في فتح الباري (2/404): اختلف في أول من قالها
فقيل: داود عليه السلام, رواه الطبراني مرفوعا من حديث أبي موسى الأشعري, وفي إسناده ضعف, وروى عبد بن حميد والطبراني عن الشعبي موقوفا أنها فصل الخطاب الذي أعطيه داود, وأخرجه سعيد بن منصور من طريق الشعبي, فزاد فيه عن زياد بن سمية
وقيل: أول من قالها يعقوب, رواه الدارقطني بسند رواه في غرائب مالك
وقيل: أول من قالها يعرب بن قحطان
وقيل: كعب بن لؤي أخرجه القاضي أبو أحمد الغساني من طريق أبي بكر بن عبد الرحمن بسند ضعيف
وقيل: سحبان بن وائل
وقيل: قس بن ساعدة
والأول أشبه, ويجمع بينه وبين غيره بأنه بالنسبة إلى الأولية المحضة, والبقية بالنسبة إلى العرب خاصة ثم يجمع بينها بالنسبة إلى القبائل اهـ
وقد ألفت فيها عدة رسائل منها:
1- احراز السعد بانجاز الوعد بمسائل أما بعد لإسماعيل بن غنيم الجوهري الشافعي/ت 1165 هـ , طبع في المكتبة العصرية بيروت /1432هـ / رابط تحميله
2- رسالة في أما بعد لإبراهيم بن محمد كوزي بيك زاده القيصري , وهي مخطوطة / رابط تحميله
3- إتحاف الألباب بفصل الخطاب لعلي بن عبد القادر الأمين الجزائري, طبع في دار ابن حزم بيروت تحقيق حميدة الجزائري 
4-فائدة الورد في الكلام على أما بعد لأبي العباس أحمد بن موسى بن أحمد بن محمد البيلي العدوي المالكي/ت 1213 هـ, ذكر في الأعلام 1/262 أنه مخطوط 
5- الجواهر الفرد في الكلام على أما بعد عبد الله بن علي بن عبد الرحمن الدمليجي الازبكي المصري الشافعي ، الملقب بالصغير، والمعروف بسويدان. 1234 هـ, ذكر في الأعلام 4/107 أنه مخطوط
6- النجم السعد في مباحث أما بعد تأليف الشيخ محمد موسى روحاني البازي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق