روى أَبُو سُلَيْمَان الْخطابِيّ عَن أبي عمر الزَّاهِد عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ:
أول خطْبَة خطبهَا السفاح فِي قَرْيَة يُقَال لَهَا : العباسية بالأنبار، فَلَمَّا افْتتح الْكَلَام وَصَارَ إِلَى ذكر الشَّهَادَة من الْخطْبَة قَامَ رجل من آل أبي طَالب فِي عُنُقه مصحف , فَقَالَ: أذكرك الله الَّذِي ذكرته إِلَّا أنصفتني من خصمي، وحكمت بيني وَبَينه بِمَا فِي هَذَا الْمُصحف
فَقَالَ لَهُ: وَمن ظالمك؟ فَقَالَ: أَبُو بكر الَّذِي منع فَاطِمَة فدك. فَقَالَ لَهُ: وَهل كَانَ بعده أحد؟ , قَالَ: نعم. قَالَ: من؟ قَالَ: عمر , قَالَ: فَأَقَامَ على ظلمك؟ قَالَ: نعم
قَالَ: وَهل كَانَ بعده أحد؟ , قَالَ: نعم. قَالَ: من؟ , قَالَ: عُثْمَان , قَالَ: فَأَقَامَ على ظلمك؟ , قَالَ: نعم ,
قَالَ وَهل كَانَ بعده أحد؟ , قَالَ: نعم. قَالَ: من؟ قَالَ: أَمِير الْمُؤمنِينَ عَليّ بن أبي طَالب , قَالَ: وَأقَام على ظلمك , قَالَ: فأسكت الرجل، وَجعل يلْتَفت إِلَى مَا وَرَاءه يطْلب مخلصا.
فَقَالَ لَهُ: وَالله الَّذِي لَا إِلَه إِلَّا هُوَ، لَوْلَا أَنه أول مقَام قمته، ثمَّ إِنِّي لم يكن تقدّمت إِلَيْك فِي هَذَا قبل، لأخذت الَّذِي فِيهِ عَيْنَاك، اقعد.
وَأَقْبل على الْخطْبَة
المصدر : [ كشف المشكل من حديث الصحيحين 1/ 32 ]
قلت -رحم الله والدي-:
القصة أوردها أيضا في كتابه الممتع: الأذكياء (ص68): الْبَاب التَّاسِع فِي سياق الْمَنْقُول من ذَلِك عَن الْخُلَفَاء رَضِي الله عَنْهُم
قوله: [ يلْتَفت إِلَى مَا وَرَاءه يطْلب مخلصا ], لأنه وقع في ما لا مخلص له ولا مخرج منه, ولا حجة عنده في تفسير فعل علي رضي الله , وقد كان خليفة راشدا, ماضي الأمر, نافذ السلطة, وفدك في الحجاز , تحت نظره وولايته , لم تخرج يوما عن حكمه, كحكم مصر والشام وغيرها مما خرج من الولايات, فما هو المانع له أن يُرجع فدك لأصحابها - لو كان هناك أصحاب- , ويرد هذا الحق المهضوم قديما , فاللهم أَنِرْ بصائِرنا وقلوبنا لفَهم الحجة وتعقلها, آمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق