بسم الله الرحمن الرحيم: الحمد لله رب العالمين , وصلى الله وسلم على نبينا محمد الأمين, وعلى آله الطيبين الطاهرين , وصحبه البررة الأكرمين, أما بعد: فهذه سلسلة مباركة سميتها: فاكهة المجالس وتحفة المؤانس , أعرض فيها ما انتقيته واخترته لكم من فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أديية , اقتطفتها من بطون الكتب والتواريخ والطبقات والتراجم ,وسأعلق على بعضها بما فتح الله تعالى علي من زيادة تعريفات , وتوضيح مبهمات , وتفسير مجملات , وذكر طبعات الكتب المصنفات, لتكمل الفائدة والاستفادة, وستكون تعليقاتي باللون الأزرق, مفتتحة بقولي: قلت , والله تعالى المسؤول أن يحلها في قلوبكم وأنظاركم محل القبول والرضى , وأن يعينني على إكمالها وإتمامها , وأن يبارك فيها وينميها , وينفع بها كثيرا من عباده المؤمنين, آمين / كتبه أبو يعلى البيضاوي المغربي غفر الله ولوالديه

السبت، 20 أكتوبر 2012

46- وفاء الحيوان

عبد الْكَرِيم بن هوَازن ابْن عبد الْملك بن طَلْحَة بن مُحَمَّد، الْأُسْتَاذ أَبُو الْقَاسِم الْقشيرِي الْفَقِيه الصُّوفِي، المفتن فِي الْعُلُوم، صَاحب " الرسَالَة إِلَى الصُّوفِيَّة " السائرة فِي أقطار الأَرْض [ت 465 هـ]

من عجائب مَا وَقع أَن الْفرس الَّتِي كَانَ يركبهَا , وَكَانَت رمَكَّة , أهديت لَهُ من قريب من عشْرين سنة , مَا كَانَ يركبُ غَيرهَا، مَا ركبهَا أحد بعده، وَحكي أَنَّهَا لم تعتلف بعد وَفَاته حَتَّى نفقت يَوْم الْجُمُعَة سادس يَوْم وَفَاته، انصرفنا من الْجُمُعَة فَأخْبرنَا أَنَّهَا سَقَطت فِي الإصطبل، وَكَانَ ذَلِك من نَوَادِر مَا رَأَيْنَاهُ.

المصدر : [ طبقات الفقهاء الشافعية 2/ 568]

قلت رحم الله والدي : سبحان اللطيف الخبير , وفي الحيوان وفاء وحسن عهد , فما أحرى أن نكون نحن أوفياء في حبنا ومودتنا لمن نحب , وقد قال صلى الله عليه وسلم : فيما أخرجه الحاكم في المستدرك 1 / 62 : عن أمنا عائشة رضي الله عنها ولعن وأخزى مبغضها وشانئها، قالت:
جاءت عجوز إلى النبي - صلى الله عليه - وهو عندي، فقال: لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أنت؟» , قالت: أنا جثامة المزنية، فقال: « بل أنت حسانة المزنية، كيف أنتم؟ كيف حالكم؟ كيف كنتم بعدنا؟ » قالت: بخير بأبي أنت وأمي يا رسول الله، فلما خرجت قلت: يا رسول الله، تقبل على هذه العجوز هذا الإقبال؟ فقال: «إنها كانت تأتينا زمن خديجة، وإن حسن العهد من الإيمان » [حسن: صحيح الجامع 2056 الصحيحة 216.]

وأذكرتني قصة الفرس الوفية لصاحبها قصة أخرى للعلامة أبي عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة العتكي الأزدي الواسطي الملقب : [ نَفْطَويه ] ذكرها في [ بغية الوعاة 1/ 428 ]
كان بينه وبين محمد بن داود الظاهري مودة أكيدة، فلما مات ابن داود حزن عليه، وانقطع لا يظهر للناس، ثم ظهر، فقيل له في ذلك؛ فقال: إن ابن داود قال لي يوما: أقل ما يجب على الصديق أن يحزن على صديقه سنة كاملة، عملا بقول لبيد:

(إلى الحول ثم اسم السلام عليكما ... ومن يبك حولا كاملا فقد اعتذر)

فَحَزَنَّا عليه كما شَرَط.

تفسير وبيان: الرَّمَكَةُ، محرَّكةً الفرسُ، والبِرْذَوْنَةُ تُتَّخَذُ للنَّسْلِ، ج رَمَكٌ، جج أرْماكٌ / قاله في [ القاموس المحيط 1 / 941 ]
- قال السيوطي : لقب [ نَفْطَويه ]. لشبهه بالنفط لدمامته وأدمته، وجُعل على مثال [ سيبويه] لانتسابه في النحو إليه, قال ياقوت: وقد جعله ابن بسام بضم الطاء وتسكين الواو وفتح الياء، [ نَفْطُوْيَهْ ]
قال: هذا اصطلاح لأهل الحديث في كل اسم بهذه الصيغة، وإنما عدلوا إلى ذلك لحديث ورد أن " وَيْه " اسم شيطان، فعدلوا عنه كراهة له.اهـ
- قلـت [ أبو يعلى ]: قال في المقاصد الحسنة 1273 : حديث: ويه اسم شيطان، أبو عمرو النوقاني في معاشرة الأهلين له عن ابن عمر من قوله، وكذا عن إبراهيم النخعي , زاد في الدرر المنتثرة 439 : وفي المصنف لابن أبي شيبة عن سعيد بن المسيب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق