بسم الله الرحمن الرحيم: الحمد لله رب العالمين , وصلى الله وسلم على نبينا محمد الأمين, وعلى آله الطيبين الطاهرين , وصحبه البررة الأكرمين, أما بعد: فهذه سلسلة مباركة سميتها: فاكهة المجالس وتحفة المؤانس , أعرض فيها ما انتقيته واخترته لكم من فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أديية , اقتطفتها من بطون الكتب والتواريخ والطبقات والتراجم ,وسأعلق على بعضها بما فتح الله تعالى علي من زيادة تعريفات , وتوضيح مبهمات , وتفسير مجملات , وذكر طبعات الكتب المصنفات, لتكمل الفائدة والاستفادة, وستكون تعليقاتي باللون الأزرق, مفتتحة بقولي: قلت , والله تعالى المسؤول أن يحلها في قلوبكم وأنظاركم محل القبول والرضى , وأن يعينني على إكمالها وإتمامها , وأن يبارك فيها وينميها , وينفع بها كثيرا من عباده المؤمنين, آمين / كتبه أبو يعلى البيضاوي المغربي غفر الله ولوالديه

الجمعة، 19 أكتوبر 2012

39 - لحن العامة

حذر بعض المتأخرين من الشافعية من استعمال لفظ: [ التصلية ] بدل: [ الصلاة ].

وقال: إنه مُوقِعٌ في الكفر لمن تأمله, لأن التصلية الإحراق 
وقال: إنه وقع في عبارة النشائي في جامع المختصرات , وابن المقري في الإرشاد التعبير بها 
قال: وسئل العلامة علاء الدين الكناني المالكي : هل يقال في الصلاة الشرعية والصلاة على خير البرية تصلية أو صلاة ؟ 
فقال: لم تَفُهْ العرب يوما من أيامها بأن تقول إذا أريد الدعاء, أو الصلاة الشرعية, أو الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى تصلية , وإنما يقولون: صلى صلاة، ومن زعم غير ذلك فليس بمُصِيب , ولم يظفر من كلام العرب بأدنى نصيب , وحينئذ لا يلتفت إليه , ولا يعرج عليه , ولا يعتمد ما لديه , ولو أنه نفطويه . انتهى. 
ثم قال: ويخاف الكفر على من أصر على إقامة التصلية مقام الصلاة بعد التعريف.انتهى. وأطال الكلام في ذلك.

المصدر : [ مواهب الجليل في شرح مختصر خليل 1 / 17 ] 

قلت رحم الله والدي :

العلماء للعوام بمرتبة الوالد للولد, يحوطه وينصحه ويوجهه ويرشده, وقد ألفوا رحمهم الله كتبا كثيرة فيما لا يصلح النطق به من الأفعال والأقوال المنكرة أو المكفرة, قديما وحديثا, ولأصحاب اللغة نصيب كبير في تقويم اعوجاج اللسان عن العربية الفصيحة, وذلك ما يعرف عندهم بكتب التصحيح اللغوي , وطبع كثير منها 

فمن الكتب المؤلفة في بيان الألفاظ المنهي عنها أو التي تؤول بقائلها إلى الكفر والردة - والعياذ بالله-: رسالة في ألفاظ الكفر للإمام محمد بن إسماعيل المعروف: ببدر الرشيد/ت 1014, وقد شرحها العلامة علي بن محمد القاري، والمتن والشرح كلاهما مطبوع , يمكنكم تحميله منالرابط
, و رسالة في ألفاظ الكفر لقاسم بن صلاح الخاني/ت 1109 هـ, ولتاج الدين أبي المعالي مسعود بن أحمد بن عبد العزيز , ولأبي علي بن محمد بن قطب الدين, وللقاضي القضاة كمال الدين الزيلي, و كتاب في بيان ألفاظ الكفر لعبد الغفار وقيل عبد الغفور بن لقمان ابن محمد الخوارزمي الكردرى/ت 562 هـ, وكتاب: حصن الإسلام مختصر لأبي يوسف غانم بن محمد البغدادي/ت نحو 1030, وكتاب: النجاة من ألفاظ الكفر مختصر لعربشاه بن سليمان بن عيسى البكري/ت 695 هـ, و هدية المهتدين في ألفاظ الكفر لباخى يوسف بن جنيد التوقادى المدرس الرومي الشهير باخى يوسف /ت 902 ه, وكل هؤلاء من علماء الحنفية, ذكرهم صاحبا كشف الظنون, وهدية العارفين
و للشافعية كتاب: الإعلام بقواطع الإسلام تأليف الفقيه أبي العباس شهاب الدين أحمد بن محمد بن حجر الهيثمي/ت 974 هـ, وكتابه مشهور متداول, يمكنكم تحميله من الرابط
وللمالكية كتاب: لحن العامة تأليف أبي علي عمر بن محمد بن حمد بن خليل السكوني الإشبيلي المالكي نزيل تونس /717 هـ, طبع مختصر منه بعنوان : المختار من كتاب لحن العامة والخاصة في المعتقدات , يمكنكم تحميله مخطوطا من الرابط
/ و تحميل مختصره المطبوع من هذا الرابط
وللحنابلة كتاب: الكلمات النافعة في المكفرات الواقعة أو الفصول النافعة في المكفرات الواقعة تأليف العلامة عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب النجدي /ت 1242هـ , قال في مقدمته: أما بعد فهذه فصول وكلمات نقلتها من كلام العلماء والمجتهدين من أصحاب الأئمة الأربعة, الذين هم أئمة أهل السنة والدين، في بيان بعض الأفعال والأقوال المكفرة للمسلم المخرجة له من دينه، وأن تلفظه بالشهادتين وانتسابه للإسلام، وعمله ببعض شرائع الدين لايمنع من تكفيره وقتله، وإلحاقه بالمرتدين, ... الخ, طبع الكتاب مفردا , وضمن مجموع: عقيدة الموحدين والرد على الضلال والمبتدعين / يمكنكم تحميله من الرابط 
وللعلماء المعاصرين عدة كتب في الباب, أشهرها كتاب: معجم المناهي اللفظية وفوائد في الألفاظ للعلامة بكر أبو زيد القضاعي رحمه الله / رابط تحميله من هنا
وفي الباب أيضا كتاب لطيف اسمه : التنبيه لما يرد من الاخطاء للجاهل والنبيه/ تأليف ابي عبد الرحمن أحمد بن الأمير / وهذا رابط تحميله

وقد قال الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم : إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله، ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت، يكتب الله له بها رضوانه إلى يوم يلقاه، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله له بها سخطه إلى يوم يلقاه 
وقال الشاعر: 

يموت الفتى بعثرةٍ من لِسانه ...  
وليس يموتُ المرءُ من عثرةِ الرجلِ
فعثرته من فيــه تودى برأســه  ...
وعثرته بالرجل تبرى على مَـــــهلِ


نسأل الله أن يصلح ألفاظنا وأفعالنا وقلوبنا ونياتنا, وأن يجنبنا لحن الأقوال والأفعال, آمين 

بيان وتوضيح : النَّشَائِي: بالشين , وتصحف في المطبوع إلى النسائي بالسين المهملة, نسبته إلى (نشا) وهي قرية بريف مصر, وهو أبو العباس كمال الدين أحمد بن عمر بن أحمد بن مهدي المدلجي النشائي, فقيه شافعيّ/ت 757 هـ , ترجمته في الأعلام للزركلي 1 /186 
و نفْطَوَيْه : أبو عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة الأزدي العتكيّ البغدادي الداودي, من أئمة النحاة /ت 323 هـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق