بسم الله الرحمن الرحيم: الحمد لله رب العالمين , وصلى الله وسلم على نبينا محمد الأمين, وعلى آله الطيبين الطاهرين , وصحبه البررة الأكرمين, أما بعد: فهذه سلسلة مباركة سميتها: فاكهة المجالس وتحفة المؤانس , أعرض فيها ما انتقيته واخترته لكم من فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أديية , اقتطفتها من بطون الكتب والتواريخ والطبقات والتراجم ,وسأعلق على بعضها بما فتح الله تعالى علي من زيادة تعريفات , وتوضيح مبهمات , وتفسير مجملات , وذكر طبعات الكتب المصنفات, لتكمل الفائدة والاستفادة, وستكون تعليقاتي باللون الأزرق, مفتتحة بقولي: قلت , والله تعالى المسؤول أن يحلها في قلوبكم وأنظاركم محل القبول والرضى , وأن يعينني على إكمالها وإتمامها , وأن يبارك فيها وينميها , وينفع بها كثيرا من عباده المؤمنين, آمين / كتبه أبو يعلى البيضاوي المغربي غفر الله ولوالديه

الأربعاء، 17 أكتوبر 2012

30- اتقاء الشبهات

قاضي القضاة محمد بن ابرهيم بن سعد الله ابن جماعة , الإمام العالم , بدر الدين أبو عبد الله الكناني الحموي الشافعي

أخبرني القاضي شمس الدين ابن الحافظ ناظر الجيش بصفد وطرابلس قال: كنت أقرأ عليه بدمشق , وهو في بيت الخطابة رسالته في الإسطرلاب , فقال لي يوما : إذا جئت تقرأ في هذه فاكتمه , فإن اليوم جاء إلى مغربي , وقال: يا مولانا قاضي القضاة , رأيت اليوم واحدا يمشي في الجامع وفي كُمِّهِ آلة الزندقة , فقلت: وما هي ؟, فقال: الإسطرلاب , أو كما قال 

القصة كررها في موضع آخر 3/ 53 عند ترجمة شمس الدين ابن الحافظ محمد بن داود القاضي شمس الدين الحنفي 
وفيها قول ابن جماعة: فاستفهمت منه الكلام واستوضحته إلى أن ظهر لي أنه رآه وفي كمه اسطرلاب , قال: فقال: إذا جئت إلي لتقرأ علي شيئا من هذا تَحَيَّل في إخفاء ذلك مهما أمكن 

المصدر :[ الوافي بالوفيات 2/ 16 ]

قلت -رحم الله والدي-  :

الإنسان عدو ما جهل , وقد يؤدي به جهله إلى ارتكاب المحرمات واقتحام المهالك, فقد كان الجهل سببا لوفاة أبي جعفر أحمد بن محمد بن إسماعيل المرادي النحوي المصري رحمه الله , صاحب كتاب الناسخ والمنسوخ , وكتاب معاني القرآن , وكتاب إعراب القرآن

ذكر في [بغية الوعاة 1/ 362] أنه جلس على درج المقياس بالنيل يقطع شيئا من الشعر، فسمعه جاهل، فقال: هذا يسحر النيل حتى لا يزيد؛ فدفعه برجله، فغرق، وذلك في ذي الحجة سنة ثمان وثلاثين وثلثمائة.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق