بسم الله الرحمن الرحيم: الحمد لله رب العالمين , وصلى الله وسلم على نبينا محمد الأمين, وعلى آله الطيبين الطاهرين , وصحبه البررة الأكرمين, أما بعد: فهذه سلسلة مباركة سميتها: فاكهة المجالس وتحفة المؤانس , أعرض فيها ما انتقيته واخترته لكم من فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أديية , اقتطفتها من بطون الكتب والتواريخ والطبقات والتراجم ,وسأعلق على بعضها بما فتح الله تعالى علي من زيادة تعريفات , وتوضيح مبهمات , وتفسير مجملات , وذكر طبعات الكتب المصنفات, لتكمل الفائدة والاستفادة, وستكون تعليقاتي باللون الأزرق, مفتتحة بقولي: قلت , والله تعالى المسؤول أن يحلها في قلوبكم وأنظاركم محل القبول والرضى , وأن يعينني على إكمالها وإتمامها , وأن يبارك فيها وينميها , وينفع بها كثيرا من عباده المؤمنين, آمين / كتبه أبو يعلى البيضاوي المغربي غفر الله ولوالديه

الأربعاء، 17 أكتوبر 2012

27- الحديث حديث

مُحَمَّد بن زيد بن مسلمة النَّحْوِيّ أَبُو الْحسن الْمَعْرُوف بِابْن أبي الشملين

قَالَ ياقوت: لَا أعرف من حَاله إِلَّا مَا قرأته فِي كتاب أدب الْمَرِيض والعائد لأبي شُجَاع البسطامي. قَالَ: كتب أَبُو مُحَمَّد بن عَليّ بن سمعون النَّرْسِي الْحَافِظ بِخَطِّهِ - وَأذن لنا فِي رِوَايَته عَنهُ: أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن، أنشدنا أَبُو الْحسن مُحَمَّد بن زيد بن مسلمة النَّحْوِيّ، قَالَ: أنشدنا أَبُو عَليّ الْفَارِسِي والسيرافي، قَالَا: أنشدنا أَبُو بكر بن السراج، قَالَ :

عدنا أَبَا الْحسن بن الرُّومِي فِي مَرضه، فأنشدنا لنَفسِهِ:



(وَلَقَد سئمت مآربي ... فَكَأَن أطيبها خَبِيث)

(إِلَّا الحَدِيث فَإِنَّهُ ... مثل اسْمه أبدا حَدِيث)


المصدر : [ بغية الوعاة 1/ 107 ]



قلت -رحم الله والدي- :

كتاب المريض والعائد للبسطامى , وهو عمر بن أبى الحسن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله البسطامى , ضياء الدين أبو شجاع البلخى , المحدث الصوفى توفى سنة 562 , ذكره في هدية العارفين (1 / 784) , وذكر له كتابا آخر هو : لقاطات المعقول

- وابن الرومي قال الذهبي في السير 13 / 496: أبو الحسن علي بن العباس , شاعر زمانه مع البحتري، أبو الحسن علي بن العباس بن جريج، مولى آل المنصور, له النظم العجيب، والتوليد الغريب, رتب شعره الصولي, وكان رأسا في الهجاء، وفي المديح 

وسبب موته ذكره ابن خلكان في وفيات الأعيان (3 / 361) فقال : 
كان سبب موته، رحمه الله تعالى، أن الوزير أبا الحسين القاسم بن عبيد الله بن سليمان بن وهب وزير الإمام المعتضد كان يخاف من هجوه وفلتات لسانه بالفحش، فدس عليه ابن فراس ، فأطعمه خشكنانجة مسمومة وهو في مجلسه، فلما أكلها أحس بالسم فقام، فقال له الوزير: إلى أين تذهب، فقال: إلى الموضع الذي بعثتني إليه، فقال له: سلم على والدي، فقال: ما طريقي على النار؛ وخرج من مجلسه , وأتى منزله وأقام أياماً ومات, وكان الطبيب يتردد إليه ويعالجه بالأدوية النافعة للسم، فزعم أنه غلط في بعض العقاقير

-  قال إبراهيم بن محمد بن عرفة الأزدي المعروف بنفطويه: رأيت ابن الرومي يجود بنفسه , فقلت: ما حالك فأنشد:



غلط الطبيب علي غلطة موردٍ ... عجزت موارده عن الإصدار

والناس يلحون الطبيب وإنما ... غلط الطبيب إصابة المقدار


- وقال أبو عثمان الناجم الشاعر: دخلت على ابن الرومي أعوده فوجدته يجود بنفسه، فلما قمت من عنده قال لي:



أبا عثمان أنت حميد قومك ... وجودك للعشيرة دون لومك

تزود من أخيك فما أراه ... يراك ولا تراه بعد يومك


- وفي القصة , بركة العلم وروايته وإن قلت , فلولا رواية هذه الأبيات لما خلد اسم هذا النحوي في كتاب, وقد زاد ياقوت لما ترجم له (6 / 2534) والسيوطي في بغيته ناقل عنه : قرأت بخط هلال بن المحسن وقد عدد مشايخه الذين رآهم وقرأ عليهم فقال: وأبو الحسن محمد بن زيد بن مسلمة المعروف بأبي الشملين

الخشتنانكة : طعام فارسي 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق