بسم الله الرحمن الرحيم: الحمد لله رب العالمين , وصلى الله وسلم على نبينا محمد الأمين, وعلى آله الطيبين الطاهرين , وصحبه البررة الأكرمين, أما بعد: فهذه سلسلة مباركة سميتها: فاكهة المجالس وتحفة المؤانس , أعرض فيها ما انتقيته واخترته لكم من فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أديية , اقتطفتها من بطون الكتب والتواريخ والطبقات والتراجم ,وسأعلق على بعضها بما فتح الله تعالى علي من زيادة تعريفات , وتوضيح مبهمات , وتفسير مجملات , وذكر طبعات الكتب المصنفات, لتكمل الفائدة والاستفادة, وستكون تعليقاتي باللون الأزرق, مفتتحة بقولي: قلت , والله تعالى المسؤول أن يحلها في قلوبكم وأنظاركم محل القبول والرضى , وأن يعينني على إكمالها وإتمامها , وأن يبارك فيها وينميها , وينفع بها كثيرا من عباده المؤمنين, آمين / كتبه أبو يعلى البيضاوي المغربي غفر الله ولوالديه

الأربعاء، 17 أكتوبر 2012

26- العلم والتعلم من المهد إلى اللحد

مُحَمَّد بن أَحْمد أَبُو الريحان الْخَوَارِزْمِيّ البيروني , وَمَعْنَاهَا بِالْفَارِسِيَّةِ : البراني، لِأَن مقَامه بخوارزم كَانَ قَلِيلا، وهم يسمون الْغَرِيب بِهَذَا الِاسْم , فَلَمَّا طَالَتْ غربته عَنْهُم صَار غَرِيبا.

كَانَ جليل الْمِقْدَار، خصيصاً عِنْد الْمُلُوك، مكباً على تَحْصِيل الْعُلُوم، منصباً على التصنيف، لَا يكَاد يُفَارق يَده الْقَلَم، وعينه النّظر، وَقَلبه الْفِكر.
دخل عَلَيْهِ بعض أَصْحَابه، وَهُوَ يجود بِنَفسِهِ، فَقَالَ لَهُ فِي تِلْكَ الْحَال: كَيفَ قلت لي يَوْمًا حِسَاب الْجدَّات الْفَاسِدَة ؟ , فَقَالَ: أَفِي هَذِه الْحَال ؟ , قَالَ: يَا هَذَا، أوُدِّع الدُّنْيَا وَأَنا عَالم بهَا ، أَلَيْسَ خيرا من أَن أخليها وَأَنا جَاهِل بهَا ؟
قَالَ: فَذَكرتهَا لَهُ ، وَخرجت فَسمِعت الصريخَ عَلَيْهِ وَأَنا فِي الطَّرِيق.

المصدر : [ بغية الوعاة 1/ 51 ]

قلت -رحم الله والدي-  :
رحم الله هؤلاء الناس وما أشد حبهم للعلم , وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم : منهومان لا يشبعان طالب علم وطالب دنيا, حديث صحيح أخرجه ابن عدي عن أنس , والبزار عن ابن عباس م صحيح الجامع 6624
ولا زال عندنا في المغرب الغريب يسمى : البراني 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق