مُحَمَّد بن أَحْمد أَبُو الريحان الْخَوَارِزْمِيّ البيروني , وَمَعْنَاهَا بِالْفَارِسِيَّةِ : البراني، لِأَن مقَامه بخوارزم كَانَ قَلِيلا، وهم يسمون الْغَرِيب بِهَذَا الِاسْم , فَلَمَّا طَالَتْ غربته عَنْهُم صَار غَرِيبا.
كَانَ جليل الْمِقْدَار، خصيصاً عِنْد الْمُلُوك، مكباً على تَحْصِيل الْعُلُوم، منصباً على التصنيف، لَا يكَاد يُفَارق يَده الْقَلَم، وعينه النّظر، وَقَلبه الْفِكر.
دخل عَلَيْهِ بعض أَصْحَابه، وَهُوَ يجود بِنَفسِهِ، فَقَالَ لَهُ فِي تِلْكَ الْحَال: كَيفَ قلت لي يَوْمًا حِسَاب الْجدَّات الْفَاسِدَة ؟ , فَقَالَ: أَفِي هَذِه الْحَال ؟ , قَالَ: يَا هَذَا، أوُدِّع الدُّنْيَا وَأَنا عَالم بهَا ، أَلَيْسَ خيرا من أَن أخليها وَأَنا جَاهِل بهَا ؟
قَالَ: فَذَكرتهَا لَهُ ، وَخرجت فَسمِعت الصريخَ عَلَيْهِ وَأَنا فِي الطَّرِيق.
المصدر : [ بغية الوعاة 1/ 51 ]
قلت -رحم الله والدي- :
رحم الله هؤلاء الناس وما أشد حبهم للعلم , وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم : منهومان لا يشبعان طالب علم وطالب دنيا, حديث صحيح أخرجه ابن عدي عن أنس , والبزار عن ابن عباس م صحيح الجامع 6624
ولا زال عندنا في المغرب الغريب يسمى : البراني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق