بسم الله الرحمن الرحيم: الحمد لله رب العالمين , وصلى الله وسلم على نبينا محمد الأمين, وعلى آله الطيبين الطاهرين , وصحبه البررة الأكرمين, أما بعد: فهذه سلسلة مباركة سميتها: فاكهة المجالس وتحفة المؤانس , أعرض فيها ما انتقيته واخترته لكم من فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أديية , اقتطفتها من بطون الكتب والتواريخ والطبقات والتراجم ,وسأعلق على بعضها بما فتح الله تعالى علي من زيادة تعريفات , وتوضيح مبهمات , وتفسير مجملات , وذكر طبعات الكتب المصنفات, لتكمل الفائدة والاستفادة, وستكون تعليقاتي باللون الأزرق, مفتتحة بقولي: قلت , والله تعالى المسؤول أن يحلها في قلوبكم وأنظاركم محل القبول والرضى , وأن يعينني على إكمالها وإتمامها , وأن يبارك فيها وينميها , وينفع بها كثيرا من عباده المؤمنين, آمين / كتبه أبو يعلى البيضاوي المغربي غفر الله ولوالديه

الاثنين، 15 أكتوبر 2012

14- ملك يصلح الشعر

قال الأمير سيف الدين ابن اللمطي:

كتب بعض المغاربة إلى الملك الكامل رقعة في ورقة بيضاء , إن قرئت في ضوء السراج كانت فضية , وإن قرئت في الشمس كانت ذهبية , وإن قرئت في الظل كانت حبرا أسود , فيها هذه الأبيات: [ المتقارب ]



(لئن صدني البحر عن موطني ... وعيني بأشواقها ساهره)
(فقد زخرف الله لي مكة ... بأنوار كعبته الزاهره)
(وزخرف لي بالنبي يثربا ... وبالملك الكامل القاهره)

قال الأمير سيف الدين ابن اللمطي: فقال الملك الكامل: قل : 

(وطيب لي بالنبي طيبة ... وبالملك الكامل القاهره)

المصدر: [الوافي بالوفيات 1/ 161]

قلت رحم الله والدي :

 رحم الله الملك الكامل , ما أكمل وألطف استدراكه على الشاعر , لاسيما وقد قال رسول الله صلى الله صلى الله عليه : أمرت بقرية تأكل القرى، يقولون: يثرب، وهي المدينة، تنفي الناس، كما ينفي الكير خبث الحديد ".أخرجه البخاري (4 / 69 - 70) ومسلم (9 / 154) 

قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري (4 / 87): قوله : يقولون يثرب وهي المدينة أي: إن بعض المنافقين يسميها يثرب , واسمها الذي يليق بها المدينة , وفهم بعض العلماء من هذا كراهة تسمية المدينة يثرب , وقالوا : ما وقع في القرآن إنما هو حكاية عن قول غير المؤمنين , وروى أحمد من حديث البراء بن عازب رفعه : من سمى المدينة يثرب فليستغفر الله هي طابة هي طابة , وروى عمر بن شبة من حديث أبي أيوب : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يقال للمدينة يثرب 

ولهذا قال عيسى بن دينار من المالكية : من سمى المدينة يثرب كتبت عليه خطيئة , قال: وسبب هذه الكراهة لأن يثرب إما من التثريب الذي هو التوبيخ والملامة , أو من الثرب وهو الفساد , وكلاهما مستقبح , وكان صلى الله عليه وسلم يحب الاسم الحسن , ويكره الاسم القبيح , وذكر أبو إسحاق الزجاج في مختصره , وأبو عبيد البكري في معجم ما استعجم أنها سميت يثرب باسم يثرب بن قانية بن مهلايل بن عيل بن عيص بن إرم بن سام بن نوح لأنه أول من سكنها بعد العرب .انتهى

قلت : [ أبو يعلى]: حديث (من سمى المدينة يثرب؛ فليستغفر الله عز وجل، هي طابة، هي طابة) قال العلامة الالباني في الضعيفة 4607: 
ضعيف, أخرجه أحمد (4/ 285) ، وأبو يعلى (96/ 2 - المصورة الثانية) عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن البراء مرفوعاً, سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة (10 / 122): قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ يزيد هذا هو الهاشمي مولاهم الكوفي؛ قال الحافظ:"ضعيف، كبر فتغير، صار يتلقن".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق