بسم الله الرحمن الرحيم: الحمد لله رب العالمين , وصلى الله وسلم على نبينا محمد الأمين, وعلى آله الطيبين الطاهرين , وصحبه البررة الأكرمين, أما بعد: فهذه سلسلة مباركة سميتها: فاكهة المجالس وتحفة المؤانس , أعرض فيها ما انتقيته واخترته لكم من فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أديية , اقتطفتها من بطون الكتب والتواريخ والطبقات والتراجم ,وسأعلق على بعضها بما فتح الله تعالى علي من زيادة تعريفات , وتوضيح مبهمات , وتفسير مجملات , وذكر طبعات الكتب المصنفات, لتكمل الفائدة والاستفادة, وستكون تعليقاتي باللون الأزرق, مفتتحة بقولي: قلت , والله تعالى المسؤول أن يحلها في قلوبكم وأنظاركم محل القبول والرضى , وأن يعينني على إكمالها وإتمامها , وأن يبارك فيها وينميها , وينفع بها كثيرا من عباده المؤمنين, آمين / كتبه أبو يعلى البيضاوي المغربي غفر الله ولوالديه

الأحد، 12 مايو 2013

217- رضا الناس

قال "يونس بن عبد الأعلى": قال لي "الشافعي": يا أبا موسى, رضا الناس غايةٌ لا تُدرك, ما أقوله لك إلا نصحاً, ليس إلى السلامة من الناس سبيل, فانظر ما فيه صلاح نفسك فالزمه, ودَعْ الناس وما هم فيه.

المصدر : "مناقب الشافعي للأبري" [ص 90]:

قلت - رحم الله والدي-:
"رضا الناس غايةٌ لا تُدرك", ذكروه في كتب الأمثال, لابن سلام[ص 277], ولابن رفاعة الهاشمي[692], و"مجمع الأمثال"[1584], وقال: هذا المثل يروى في كلام أكثم بن صيفي
وقال في "كشف الخفاء"[1 / 494]: ليس بحديث، ورواه "الخطابي" في "العزلة" عن "أكثم بن صيفي" أنه قال، وزاد: "ولا يكره سخط من رضاه الجور", وقال "النجم": وذكر "أبو بكر بن العربي" في كتاب الزكاة من "عارضته": أن هذا القول مثل كان مبتذلًا في الألسنة وهو كلام ساقط، بل لرضا الناس غاية مدركة وهي: الحق, فمن طلبه من الناس فرضاه مُدْرَك, ومن طلب غير الحق فلا يُعتبر رضاه, قال: ولكن البَطَّالِين والمُقَصِّرِين إذا ضَيَّعُوا الحقوق فلامهم الناس قالوا: رضا الناس غاية لا تدرك، وقال "الزين العراقي": إنما يريد من أطلق ذلك أن إرضاء جميع الناس لا يُدرك؛ لأن المختصمين في شيء رضا أحدهما سخط الآخر, قال: فليست هذه الكلمة ساقطة, بل هي كلمة حق قالها "سفيان الثوري"، وزاد في "الحِلية" عنه: طلب الدنيا غاية لا تدرك, انتهى, وفي "ابن الغرس": قال "الفُضَيل": من عرف الناس استراح، أي: من عرف أنهم لا يَضُرُّونَ ولا ينفعون استراح

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق