نزل "المقتفي" يوما بنهر عيسى والدُّنْيَا صَايفَة, فدخل إليه "المستنجد", وهو إذا ذاك أمير, وقد أَثَّرَ الحَرُّ في وجهه والعطش, فقال له: أيش بك ؟, قال: أنا عطشان, قال: ولم تركت نفسك إلى أن بلغ بك العطش هذا ؟, قال: يا مولانا كان الماء في الموكبيات قد حمى, فقال: له أيش في فمك ؟, قال: "خاتم يزدن" عليه مكتوب الأثنا عشر إماما, وهو يُسَكِّنُ العَطَش, فقال له: والك, يريد يزدن يجعلك رافضيا, سيد هؤلاء الأيمة "الحسين", وقد مات عطشان, إرْمِهْ من فَمِكْ
المصدر: [ الوافي بالوفيات 2/ 69 ]
رحم الله "المقتفي" فما أَصْدَقَ قَوْلَه, وأَبْيَنَ حُجَّتَه, في نهيه عن هذه البدعة الشركية الرافضية, ولو كان "الحسين السبط" رحمه الله يغني عن غيره أو يملك شيئا لَدَفَعَ عن نفسه العطش أولا, ثم عن أهله ثانيا في ذلك الموقف الرهيب بـ: "كربلاء", ولم يموتوا شهداء عِطاشا رضي الله عنهم, ولكن الرافضة قوم يجهلون
والرافضة - لا كثرالله جمعهم - هم أول من أظهر في هذه الأمة الشركَ والغلوَ القبيحَ في الأئمةِ والصالحينَ, فسَطَّرُوهُ في كتبهم, ودَوَّنُوهُ في دواوينهم, والله المستعان
توضيح وبيان: المُسْتَنْجِد بالله الخليفة أبو المظفر يوسف [ت566 هـ], بن المقتفي لأمر الله محمد [ت555 هـ], بن المستظهر بن المقتدي العباسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق