محمد بن هشام بن عوف التميمي أبو محلم الشيباني السعدي اللغوي [ت 245 أو 248 هـ ]
قال المرزباني: أخبرني محمد بن يحيى، حدثنا الحسين بن يحيى، قال: رأى الواثق بالله في منامه كأنه يسأل الله الجنة، وأن يتغمده برحمته، ولا يهلك بما هو فيه؛ وأن قائلا قال له: لا يَهْلِكُ على الله إلا من قلبه مَرْتٌ
فأصبح فسأل الجلساء عن ذلك، فلم يعرفوا حقيقته، فوجه إلى أبي محلم فأحضره، فسأله عن الرؤيا والمرت
فقال أبو محلم. "المرت" من الأرض: القفر الذي لا نبت فيه, فالمعنى على هذا: لا يهلك على الله إلا من قلبه خالٍ من الإيمان خُلُوَّ المرت من النبات
فقال الواثق: أريد شاهدا من الشعر في "المرت"، فأفكر أبو محلم طويلا، فأنشده بعض من حضر بيتا لبعض بني أسد:
ومرت مرورات يحار بها القطا ... ويُصبح ذو علم بها وهو جَاهِل
فضحك أبو محلم, ثم قال للذي أنشده: ربما بَعُدَ الشيءُ عن الإنسانِ وهو أقربُ إليه مما في كُمِّهِ، والله لا تَبْرَح حتى أُنْشِدُكَ، فأنشد للعرب مائة بيت معروف لشاعر معروف، في كل بيت منها ذكر "المرت"
فأمر له الواثق بألف دينار، وأراده لمجالسته، فأبى أبو محلم.
المصدر : [ بغية الوعاة 1/ 257 ]
قلت - رحم الله والدي-:
هذا المنام بمعنى حديث شريف, بلفظ: "لا يدخل النار إلا شقي, قيل: يا رسول الله, ومن الشقى ؟, قال: من لم يعمل لله بطاعة, ولم يترك له معصية" أخرجه الإمام أحمد [2/349 ، رقم 8578])، وابن ماجة [4298] عن أبى هريرة, قال البوصيرى: هذا إسناد فيه ابن لهيعة وهو ضعيف .
قال السندي في "شرحه": قوله: (من لم يعمل بطاعة الله) أي: ما عمل عملا من حيث إنه طاعة فما أطاعه قط, (ولم يترك له معصية) أي: ما ترك عملا من حيث كونه معصية له فما ترك معصية قط، بل هو مديم في جميع المعاصي حكما إذ ما ترك شيئا منها لكونه معصية وإن الذي تركه فإنما تركه بسبب آخر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق