بسم الله الرحمن الرحيم: الحمد لله رب العالمين , وصلى الله وسلم على نبينا محمد الأمين, وعلى آله الطيبين الطاهرين , وصحبه البررة الأكرمين, أما بعد: فهذه سلسلة مباركة سميتها: فاكهة المجالس وتحفة المؤانس , أعرض فيها ما انتقيته واخترته لكم من فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أديية , اقتطفتها من بطون الكتب والتواريخ والطبقات والتراجم ,وسأعلق على بعضها بما فتح الله تعالى علي من زيادة تعريفات , وتوضيح مبهمات , وتفسير مجملات , وذكر طبعات الكتب المصنفات, لتكمل الفائدة والاستفادة, وستكون تعليقاتي باللون الأزرق, مفتتحة بقولي: قلت , والله تعالى المسؤول أن يحلها في قلوبكم وأنظاركم محل القبول والرضى , وأن يعينني على إكمالها وإتمامها , وأن يبارك فيها وينميها , وينفع بها كثيرا من عباده المؤمنين, آمين / كتبه أبو يعلى البيضاوي المغربي غفر الله ولوالديه

الاثنين، 19 نوفمبر 2012

104- جلساء لا يُمَل حديثهم

قال الزبيدي في طبقاته: حدثنا أحمد بن سعيد، حدثنا أبو جعفر أحمد بن محمد الطحاوي، حدثنا أحمد بن أبي عمران، قال:
كنت عند أبي أيوب أحمد بن محمد بن شجاع، فبعث غلامه إلى أبي عبد الله بن الأعرابي يسأله المجيء إليه، فعاد إليه الغلام، فقال: قد سألته عن ذلك فقال لي: عندي قوم من الأعراب، فإذا قضيت أَرَبي معهم أتيت؛ قال الغلام: وما رأيت عنده أحدا, إلا أني رأيت بين يديه كتبا ينظر فيها، فينظر في هذا مرة، وفي هذا مرة. 
ثم ما شعرنا حتى جاء؛ فقال له أبو أيوب: قال لي الغلام: إنه ما رأى عندك أحدا، وقد قلت له: أنا مع قوم من الأعراب، فإذا قضيت أربي معهم أتيت !؟, فقال:

(يُفيدوننا من عِلمَهمْ علم من مضى ... وعقلاً وتأديباً ورأيا مُسَددًا)
(بِلَا فتنةٍ تُخشى وَلَا سُوء عشرةٍ ... وَلَا نَتقِي مِنْهُم لِسَانا وَلَا يدا)
(فَإِن قُلتَ أمواتٌ فَمَا أَنْت كاذِبٌ ... وَإِن قلت أَحيَاءٌ فلستَ مُفندا)

المصدر: [ بغية الوعاة 1/ 106 ]

قلت- رحم الله والدي-:
وأعلى من هذا وأشرف جليسا الإمام ابن المبارك رحمه الله, نقل الحافظ الذهبي في السير 8 /382: عن نعيم بن حماد قال: كان ابن المبارك يكثر الجلوس في بيته، فقيل له: ألا تستوحش؟, فقال: كيف أستوحش وأنا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه
توضيح وبيان: بن الأعرابي : إمام اللغة أبو عبد الله محمد بن زياد الهاشمي مولاهم الأحول، النسابة, كان صاحب سنة واتباع/ت231هـ,ترجمته في السير 10 /687

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق