بسم الله الرحمن الرحيم: الحمد لله رب العالمين , وصلى الله وسلم على نبينا محمد الأمين, وعلى آله الطيبين الطاهرين , وصحبه البررة الأكرمين, أما بعد: فهذه سلسلة مباركة سميتها: فاكهة المجالس وتحفة المؤانس , أعرض فيها ما انتقيته واخترته لكم من فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أديية , اقتطفتها من بطون الكتب والتواريخ والطبقات والتراجم ,وسأعلق على بعضها بما فتح الله تعالى علي من زيادة تعريفات , وتوضيح مبهمات , وتفسير مجملات , وذكر طبعات الكتب المصنفات, لتكمل الفائدة والاستفادة, وستكون تعليقاتي باللون الأزرق, مفتتحة بقولي: قلت , والله تعالى المسؤول أن يحلها في قلوبكم وأنظاركم محل القبول والرضى , وأن يعينني على إكمالها وإتمامها , وأن يبارك فيها وينميها , وينفع بها كثيرا من عباده المؤمنين, آمين / كتبه أبو يعلى البيضاوي المغربي غفر الله ولوالديه

الجمعة، 19 أكتوبر 2012

41- أسماء كثيرة ومسمى واحد

أخبرنا الأستاذ الرئيس الأجل المعظم فخر الرؤساء أبو المظفر محمد بن العباس لفظا قال : سمعت الأستاذ المعظم عبد القاهر الجرجاني يقول : سمعت أبا الحسن ابن أخت أبي علي يقول : سمعت خالي أبا علي يقول : كنت بمجلس سيف الدولة بحلب ، وبالحضرة جماعة من أهل المعرفة فيهم ابن خالويه, إلى أن قال ابن خالويه : أحفظ للسيف خمسين اسما, فتبسم أبو علي ، وقال: ما أحفظ له إلا اسما واحدا، وهو السيف, فقال ابن خالويه: فأين المهند ؟ , وأين الصارم ؟, وأين الرسوب ؟ , وأين المخذم, وجعل يعدد, فقال أبو علي: هذه صفات, وكأن الشيخ لا يفرق بين الاسم والصفة .

وهذه قاعدة أسسها سيبويه, ليرتب عليها قانونا من الصناعة في التصريف والجمع والتصغير، والحذف والزيادة والنسبة، وغير ذلك من الأبواب, إذ لحظ ذلك في مجاري العربية، وهو أمر لا تحتاج إليه الشريعة بعضد، ولا ترده بقصد, فلا معنى لإنكارها للقوم أو إقرارها .


المصدر : [ أحكام القران 4/37 ]


قلت رحم الله والدي :
لأبي سهل محمد بن على الهروي المحدث اللغوى /ت 433 كتاب: أسماء السيف, قال صاحب القاموس المحيط (1 / 822): أسماؤه تنيف على ألف، وذكرتها في "الروض المسلوف" اهـ والكتاب عنوانه الكامل : الروض المسلوف فيما له اسمان إلى الألوف, قال الزبيدي في تاج العروس (10/179): وقد اطلعت عليه بحمد الله تعالىوقد ألف أهل اللغة وحفاظها - رحمهم الله - في أسماء بعض الأشياء كتبا ورسائل, فمنها في أسماء الأسد, والكلب, والذئب أيضا , قال الدميري في حياة الحيوان (1 / 10): عند ذكر الأسد: له أسماء كثيرة، قال ابن خالويه: للأسد خمسمائة اسم وصفة, وزاد عليه علي بن قاسم بن جعفر اللغوي مائة وثلاثين اسما. انتهى, قال في كشف الظنون (1 / 81): أسماء الأسد جمعها نفر من الأدباء، منهم: ابن خالويه، وأبو سهل محمد بن علي الهروي /ت 433 في مجلد ضخم, ذكر فيه ستمائة اسم, والشيخ رضي الدين حسن بن محمد الصغاني /ت 650 [ صاحب العباب في اللغة ومشارق الأنوار في الحديث], والشيخ مجد الدين أبو طاهر محمد بن يعقوب الفيروزأبادي/ ت 817 هـ [ صاحب القاموس واسم كتابه : أنوار الغيث في أسماء الليث ], والشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي, سماه: ( فِطام اللسد )
[ تصحف في مقدمة تاج العروس (1 /7) إلى : نظام اللسد]
وللصغاني أيضا كتاب: (أسماء الذئب), ذكره في هدية العارفين (1 / 281), وللسيوطي أيضا كتاب: (التبري من معرة المعري), وهو في أسماء الكلب, قال في مقدمته: قد تتبعت كتب اللغة، فحصلتها أكثر من ستين اسماً, ونظمتها في أرجوزة "التبرّي من معرّة المعري" وهي هذه , ثم ذكرها, والكتاب مطبو ع, وهذا رابط تحميله وسبب تأليفه له ما ورد في حكاية تحكى عن أبي العلاء المعري , أنه دخل يوما على الشريف المرتضى فعثر برجل، فقال له الرجل: من هذا الكلب ؟ , فقال أبو العلاء: الكلب من لا يعرف للكلب سبعين اسما, فقربه المرتضى واختبره, فوجده علامة, ثم جرى ذكر المتنبي يوما, فتنقصه الشريف المرتضى وذكر معايبه، فقال المعري: لو لم يكن للمتنبي من الشعر إلا قوله :


************* لك يا منازل في القلوب منازل


لكفاه فضلا وشرفا، فغضب الشريف المرتضى, وأمر بسحبه برجله, وإخراجه من المسجد، ثم قال لمن يحضر مجلسه: تدرون أي شيء أراد هذا الأعمى بذكر هذه القصيدة, وللمتنبي أجود منها ولم يذكره ؟, قالوا: لا. قال: إنما أراد أن يذمني بقوله فيها:

وإذا أتتك مذمتي من ناقص ... فهي الشهادة لي بأني كامل


وكذا للسنور أسماء كثيرة, قال في حياة الحيوان (2 /48): قيل: إن أعرابيا صاد سنورا فلم يعرفه، فتلقاه رجل فقال: ما هذا السنور؟ , ولقي آخر فقال: ما هذا الهر؟ , ثم لقي آخر فقال: ما هذا القط؟ , ثم لقي آخر فقال: ما هذا الضيون؟ , ثم لقي آخر فقال: ما هذا الخيدع؟ , ثم لقي آخر فقال: ما هذا الخيطل؟ , ثم لقي آخر فقال: ما هذا الدم؟ , فقال الأعرابي: أحمله وأبيعه , لعل الله تعالى يجعل لي فيه مالا كثيرا , فلما أتى به إلى السوق، قيل له: بكم هذا ؟ فقال بمائة , فقيل له: إنه يساوي نصف درهم، فرمى به, وقال: لعنه الله، ما أكثر أسماءه, وأقل ثمنه, قال: وهذه الأسماء للذكر، قاله في الكفاية.اهـتفسير وبيان: أبو علي هو الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسي الفسوي، صاحب التصانيف, إمام النحو /ت 377 هـ, ترجمه في سير أعلام النبلاء 16/380

اللسد: لسد الطلي أمه كفرح لسدا بالتحريك: رضعها،... وفصيل ملسد، كمنبر: كثير اللسد/ تاج العروس 9 / 141 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق