بسم الله الرحمن الرحيم: الحمد لله رب العالمين , وصلى الله وسلم على نبينا محمد الأمين, وعلى آله الطيبين الطاهرين , وصحبه البررة الأكرمين, أما بعد: فهذه سلسلة مباركة سميتها: فاكهة المجالس وتحفة المؤانس , أعرض فيها ما انتقيته واخترته لكم من فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أديية , اقتطفتها من بطون الكتب والتواريخ والطبقات والتراجم ,وسأعلق على بعضها بما فتح الله تعالى علي من زيادة تعريفات , وتوضيح مبهمات , وتفسير مجملات , وذكر طبعات الكتب المصنفات, لتكمل الفائدة والاستفادة, وستكون تعليقاتي باللون الأزرق, مفتتحة بقولي: قلت , والله تعالى المسؤول أن يحلها في قلوبكم وأنظاركم محل القبول والرضى , وأن يعينني على إكمالها وإتمامها , وأن يبارك فيها وينميها , وينفع بها كثيرا من عباده المؤمنين, آمين / كتبه أبو يعلى البيضاوي المغربي غفر الله ولوالديه

الثلاثاء، 16 أكتوبر 2012

22- سخرية من قصة لا تصدق

قال [ النصيبي القوصي ] كنت مرة عند عز الدين البصراوي الحاجب بقوص, فحضر الشيخ على الحريري, وحكى أنه رأى درة تقرأ سورة يس, فقلت: وكان غراب يقرأ سورة السجدة, فإذا جاء عند آية السجدة سجد, ويقول: سجد لك سوادي, واطمأن بك فؤادي


المصدر : [الوافي بالوفيات 1/ 201]

قلت رحم الله والدي :

القصة أوردها أيضا الدميري في حياة الحيوان 1 / 468 قال:حكى الشيخ كمال الدين جعفر الأدفوي في كتابه الطالع السعيد في ترجمة محمد بن محمد النصيبي القوصي , فذكرها...

ومن باب هذه الحكاية ما نقله ياقوت الحموي في معجم الأدباء (4 / 1718): قال غرس النعمة: حدثني أبي قال، حدثني جدي قال: 

كان أبو القاسم الجهني القاضي, وأظنه من أهل البصرة , وتقلّد الحسبة بها , ومنها عرف أبا محمد المهلبي , وصحبه- يشتمل على آداب يتميز بها، إلا أنه كان فاحش الكذب، يورد من الحكايات ما لا يعلق بقبول , ولا يدخل في معقول، وكان أبو محمد قد ألف ذلك منه، وقد سلك مسلك الاحتمال
وكنا لا نخلو عند حديثه من التعجّب والاستطراف والاستبعاد، وكان ذلك لا يزيده إلا إغراقا في قوله , وتماديا في فعله, فلما كان في بعض الأيام جرى حديث النعنع , وإلى أيّ حدّ يطول، فقال الجهني: في البلد الفلاني نعنع يتشجّر حتى يعمل من خشبه السلاليم
فاغتاظ أبو الفرج الأصبهاني من ذاك وقال: نعم عجائب الدنيا كثيرة، ولا يدفع مثل هذا، وليس بمستبدع، وعندي ما هو أعجب من هذا وأغرب، وهو زوج حمام راعبيّ , يبيض في نيّف وعشرين يوما بيضتين، فأنتزعهما من تحته وأضع مكانهما صنجة مائة وصنجة خمسين، فإذا انتهى مدة الحضان تفقست الصنجتان عن طست وإبريق , أو سطل وكرنيب
فعمّنا الضحك، وفطن الجهنّي لما قصده أبو الفرج من الطنز، وانقبض عن كثير مما كان يحكيه ويتسمّح فيه، وإن لم يخل في الأيام من الشيء بعد الشيء منه

توضيح وبيان : الدرة: بضم الدال المهملة الببغاء , والراعبي قال تاج العروس (2 / 507): حمام راعبي: شديد الصوت قويه في تطريبه يروع بصوت أو يملأ به مجاريه، وحمام له تطريب وترعيب: هدير شديد
والوَزِير المُهَلَّبي هو الحسن بن محمد بن عبد الله بن هارون، من ولد المهلب بن أبي صفرة الأزدي، أبو محمد: من كبار الوزراء، الأدباء الشعراء. اتصل بمعز الدولة بن بويه, توفي سنة 352 هـ / ترجمته في الأعلام للزركلي (2 / 213) 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق